ايران Archives - Page 13 of 34 - 180Post

The-Final-Countdown.jpg

وحده الخوف من النتائج الكارثية للمضي في لعبة الردود المتبادلة بين إيران وإسرائيل، أعاد الحرب بين إيران وإسرائيل إلى "الظل" في الوقت الحاضر، ولجم إلى حد كبير الاندفاع نحو تصعيد متبادل كان سينتهي بحرب إقليمية شاملة، يتهيب لحظتها الجميع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي. 

98097089798696967.jpg

لم يكد يمر أسبوع على الرد الإيراني على الإعتداء "الإسرائيلي" الذي استهدف قنصلية إيران بدمشق، حتى ردّت تل أبيب على هذا الرد، وإن تضاربت الأنباء حول الأهداف. ما هو مُرجح أن الهدف كان في مدينة أصفهان جنوب إيران، وما هو مُرجح أيضاً أن الرد كان بمُسيّرات من طراز "كود كوبتر" انطلقت إما من الأراضي الإيرانية عبر متسللين من حدود إيران المترامية الأطراف وإما من دولة مجاورة تربطها بـ"إسرائيل" علاقة جيدة أو من غواصة في البحر.

arab-aramche.jpg
Avatar18018/04/2024

يقول المراسل العسكري رون بن يشاي في مقالة منشورة في موقع "يديعوت أحرونوت" إن منظومة الدفاع الإسرائيلي الفعالة والتي تشكل "القبة الحديدية"، و"مقلاع داود" أحد مكوناتها، "لن تتمكن من اعتراض كل ما يُطلق على إسرائيل، بدءاً من القذائف والصواريخ، وانتهاءً بصواريخ كروز". ماذا يقول بن يشاي عن عمليتي بيت يلل وعرب العرامشة؟

Nahost-engl.jpg

دخل الصراع في غزة مرحلة جديدة مع قيام إيران بتنفيذ ردٍ صاروخيٍ مُركّبٍ على إسرائيل. بهذا العمل العسكري أصبح النقاش بشأن مصير منطقة الشرق الأوسط كله يدور في فضاء الجيوسياسة، لا القوانين والمنظمات الدولية ولا حقوق الإنسان ولا غيرها من آليات ضبط النزاعات بين الدول. اليوم نحن أمام لحظة شكسبيرية: "نكون أو لا نكون"، كما تُردّد معظم دول المنطقة، وهذا أخطر أنواع المواقف التي يبلغها صانع القرار.

nivatim.jpg

في الأول من نيسان/أبريل ٢٠٢٤ تعرّض مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق والذي يُعتبر أرضاً إيرانية، وفقاً لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، إلى قصف إسرائيلي أدى إلى تدميره ومقتل سبعة إيرانيين أبرزهم قائد الحرس الثوري في سوريا ولبنان الجنرال محمد رضا زاهدي. اعتبرت إيران الهجوم اعتداءً على سيادتها ومساً بهيبتها. لذا، قرّرت بلسان مرشدها ورئيسها الرد، فدخل العالم بأسره في مرحلة انتظار. وحدها إسرائيل كان انتظارها ثقيلاً ومُرهقاً ومُكلفاً.

SYRIAIRAN.jpg

منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر ٢٠٢٣، لم تعرف منطقة الشرق الأوسط لحظة من الهدوء. بالعكس، تممدت بقعة زيت الحرب ضد غزة نحو الضفة الغربية ولبنان وسوريا والعراق واليمن وأخيراً نحو إيران مع استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، وقرار الرد الإيراني على الضربة الإسرائيلية.

tahran.jpg

ثمة قول مأثور يُنسب لنابليون بونابرت أن "الجغرافيا هي قدرٌ"، وقدرُ ايران في مواجهة إسرائيل اليوم تتحكم به الحدود وأقدار التاريخ. وعليه، في غياب أية حدود جغرافية مباشرة بين إيران وإسرائيل، تصبح المواجهة بينهما محكومة جغرافياً بممر "دول الطوق العربي"، أي سوريا ولبنان والأردن ومصر. لذا، استعانت إيران بالوكلاء المباشرين، مثل حزب الله وحركة الجهاد الإسلامي وغير المباشرين مثل حركة حماس والاخوان المسلمين.

flag-1.jpg

هكذا إذاً. أسرعت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وبكل ما أوتيت من أسلحة وتقنيات، للدفاع عن "إسرائيل". استنفرت ترسانتها، بحراً وجواً، لصد انتقام طهران لاعتداء تل أبيب على سفارتها في دمشق واغتيال عدد من قادتها العسكريين هناك.

IRAN-ATTACK2024-copy.jpg

شكّل الرد الإيراني على قصف "إسرائيل" لقنصليتها في دمشق تحولاً مفصلياً في الصراع القائم في المنطقة منذ قرابة نصف قرن بين طهران وتل أبيب، كما أنه سيُشكلُ عنصر تأثير في ساحات قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وهذا الأمر ستظهر مفاعيله تباعا في الآتي من الأيام، ولكن قبل ذلك لا بد من الوقوف امام المشهد الذي سبق ورافق وتبع الرد الإيراني.