
لطالما شعر الأميركيون بالفخر بإنتمائهم وهويتهم وعلمهم وبأنهم الدولة الاقوى في العالم، ولطالما ترسخت في وعي شعوب العالم صورة الاميركي البطل الذي ينتصر في معظم الاحيان في الافلام الهوليودية، وينقذ مواطنيه من الأشرار.
لطالما شعر الأميركيون بالفخر بإنتمائهم وهويتهم وعلمهم وبأنهم الدولة الاقوى في العالم، ولطالما ترسخت في وعي شعوب العالم صورة الاميركي البطل الذي ينتصر في معظم الاحيان في الافلام الهوليودية، وينقذ مواطنيه من الأشرار.
من يستمع إلى كلمة أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، يستشعر لوهلة أن قطر أضحت عاصمة الممانعة العربية، التي تضع فلسطين وقضيتها كبوصلة وحيدة لسياساتها وتحالفاتها الخارجية، وليس أن الدوحة وفي موازاة موجة التطبيع الخليجي الإسرائيلي الأخيرة قد اسدت لتل أبيب خدمات مهمة ترقى إلى مستوى الخدمات الاستراتيجية، سواء في ما يخص قطاع غزة أو العلاقات الثنائية، وتتفوق في بعض أوجهها على نظيرتيها الإماراتية والبحرينية، والتي أتت في المقام الأول، وفي التوقيت الراهن، كخدمة دعائية وانتخابية لكل من دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، أكثر من كونها ضرورة حيوية وأمنية لإسرائيل، كما فعلت وتفعل قطر.
انتهت سريعا مفاعيل مبادرة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في لبنان، وفهم الرجل على الأرجح انه لم يحن الوقت بعد للسماح للبنان وسوريا بالانتعاش. فصراع المحاور على اشُده قبل معركة الانتخابات الرئاسية الأميركية المفتوحة على كل الاحتمالات الخطيرة في الداخل الأميركي والخارج، والأمل الذي كان قائما حول إمكانية تفاوض إيراني مع الرئيس دونالد ترامب قد طوي نهائيا على الأقل حتى الانتخابات.
المصارعة ـ المناظرة الأولى، بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديموقراطي جو بايدن، للإنتخابات الأميركية، لم ترقَ، بشهادة معظم المحللين والمعلقين، الى حوار بين شخصين يناقشان شؤون الأميركيين وشؤون أكبر دولة عظمى، بل كانت أقل بكثير. إنها جولة صراخ أو جولة إهانات.
العين مفتوحة على العراق وليس على لبنان. ما يجري في بغداد وعند تخومها، هو جزء من الصراع الأميركي ـ الإيراني المحتدم في العديد من ساحات المنطقة، فهل يمكن أن يشكل رافعة إنتخابية للرئيس الأميركي دونالد ترامب أم العكس في جولة الانتخابات الرئاسية المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل؟
"إذا عض كلب رجلًا، فهذا ليس خبراً، أمّا إذا عض رجل كلباً، فهذا هو الخبر"... النظر إلى مجريات الأحداث في المنطقة العربية مؤخراً، وفي دول الخليج تحديداً طبقاً لهذه البديهية الإعلامية، يجعل من فورة التطبيع الأخيرة بالنسبة إلى الناخب الأميركي تحديداً، الخبر الهامشي، بينما الاتفاق بين واشنطن وطالبان باستضافة قطرية هو الخبر الرئيسي، فهذا التطور يتفوق دعائياً وانتخابياً على اتفاقيات التطبيع التي تصدّرها الإدارة الأميركية على أنها من مثلث المنجزات الكبرى للسياسة الخارجية في عهد ترامب.
وفاة روث بادر غينسبرغ عضوة المحكمة العليا للولايات المتحدة الأكبر سناً والأكثر ليبرالية، ستفتح الباب أمام أم المعارك بين الديموقراطيين والجمهوريين أكان إبَّان معركة الرئاسة أم بعدها!
من المصادفة أن يكون اليوم الذي يستضيف فيه البيت الأبيض توقيع اتفاقية تطبيع العلاقات بين الإمارات والبحرين من جهة وبين إسرائيل من جهة أخرى كأهم إنجاز خارجي للإدارة الحالية، صدور الكتاب الثاني للصحافي المخضرم بوب وودورد عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي عنون بـ"الغضب"، والذي يقوم -كعادة أسلوب وودورد- على مقابلات حصرية مع ترامب حول مختلف الأمور والقرارات التي اتخذها في فترة رئاسته الأولى، وإن كان يركز بخلاف سابقه "الخوف" الذي صدر منذ عامين على السياسات الخارجية للإدارة الأميركية الحالية، وخاصة في ظل أزمات داخلية وخارجية متلاحقة وطريقة ترامب في التعاطي معها على أنها استثمار دعائي وانتخابي حتى وإن وصل الاستقطاب الناتج عن ذلك لحدود الاقتتال الأهلي.
قال رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن جيمس زغبي في مقال نشرته صحيفة "الإتحاد" الإماراتية بعنوان "إنتخابات نهاية العالم" إن الحزبين الجمهوري والديمقراطي يصوران الانتخابات الأميركية بأنها تُعبر عن «نهاية العالم»، مشيرا إلى أن دونالد ترامب يشكك في مشروعية التصويت حتى قبل حدوثه ويحذر أنصاره من أنه قد يتعين عليهم حمل السلاح للدفاع عنه، ويخلص إلى أنه "لدينا مكونات تنذر بكارثة قد تحدث بعد أيام من إجراء الانتخابات".
لا تكمن أهمية تطبيع العلاقات بين إسرائيل والبحرين في تأثير الأخيرة في خريطة السياسات الإقليمية، حيث تتبع وتتذيل المنامة التوجه السعودي/الإماراتي سواء في ما يخص إسرائيل أو غيرها، ولكن في أهمية علانية ورسمية العلاقات ضمن سياق خليجي-أميركي مرتبط بتوقيتات متعددة أهمها الانتخابات الأميركية، وكذلك تطور الدور الوظيفي للمنامة من مجرد بالون اختبار في سياق التقارب والتحالف الخليجي-الإسرائيلي، إلى التمهيد لاعتبارها جبهة متقدمة لهذا التحالف.