بشعره القصير وذقنه غير المُشذبة، عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت، مُشاركاً في إحياء الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري.
بشعره القصير وذقنه غير المُشذبة، عاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري إلى بيروت، مُشاركاً في إحياء الذكرى التاسعة عشرة لاغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري.
أشد ساعات الظلمة تلك التي لا يُرى فيها شعاعُ نور، وأعتى المعضلات تلك التي لا يُرى فيها، حتى نظرياً، حلٌ أو حلول. هذا ما يدفع اللبنانيين سنة بعد سنة الى اليأس والإحباط واللامبالاة.
في غرفتها في المستشفى، وبعد خروجها من عمليّة جراحيّة في المفاصل، تقول أمّي بكلّ ثقة لطبيبها الذي جاءها متفقِّداً بعد العمليّة، إنّ "أحدهم" نبّهها إلى ضرورة أن تتناول "الدواء كذا"! وتستفيض أمّي بالكلام، وهي تشرح للطبيب عن فوائد "ذاك الدواء". بخاصّة، لمَن خضع، مثلها، "لجراحةٍ دقيقة في العظم".
أيّامٌ قليلة تفصل الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي، عن إجرائها الانتخابات التشريعيّة المبكرة، في دورتها الخامسة. العاشر من تشرين الأوّل/ أكتوبر الجاري، هل يُشكل بداية نقطة تحوّل في «عراق 2003».. نحو عراق جديد؟
وصول نجيب ميقاتي إلى الرئاسة الثالثة جاء إثر محنتين سياسيتين تشابهتا بظروفهما من دون أن تتماثلا في النتائج. الأولى، كانت غداة إغتيال رفيق الحريري عام 2005؛ الثانية إثر ما أُشتُهرت بـ"حكومة القمصان السود" عام 2011 يوم دخل سعد الحريري إلى البيت الأبيض ليجتمع بالرئيس الأميركي آنذاك باراك أوباما ويخرج رئيساً سابقاً للحكومة بفضل الثلث المعطل الذي جرى تثبيته في الدوحة.
قبل أن يُطل سعد الحريري عبر "تلفزيون الجديد"، مساء غدٍ (الخميس) مع الزميلة مريم البسام، سيكون أمام خيار من إثنين: إما حكومة برئاسته تصدر مراسيمها في الساعات المقبلة.. أو الإعتذار عن التكليف.
خمس عشرة سنة استغرقتها الحرب اللبنانية الضروس، من بينها أربع عشرة سنة، كان يمكن إسقاطها من وقائع الحرب، لو ذهب اللبنانيون إلى تبني "الوثيقة الدستورية" كمدخل أساسي لوقف الحرب وإعادة النظر بتوزيع الصلاحيات.
منذ تولي مصطفى الكاظمي رئاسة الحكومة في العراق في أيار/ مايو 2020، كثيراً ما أجريت المقارنات بينه وبين حسان دياب الذي سبقه بأربعة شهور فقط إلى الحكم، حول خلفياتهما وظروف صعودهما، الداخلية والخارجية. لكن يبدو أن ذلك إنتهى الآن.
في خضم أزمة إقتصادية ومالية غير مسبوقة، يترتب على معالجتها أو تركها تتفاقم، مسؤولية أخلاقية تاريخية، تتزاحم المواعيد السياسية. الحكومة عالقة في عنق تفاهمات رئاسية مبددة وكيمياء مفقودة ومخالفات دستورية. لم يعد يفصلنا عن الإنتخابات النيابية سوى سنة وبضعة أشهر وعن الرئاسية حوالي السنتين. هل يمكن فصل هذه المواعيد ـ الإستحقاقات عن بعضها البعض؟
لولا رئيس فرنسا إيمانويل ماكرون، لما كان حُدّدَ موعد للإستشارات النيابية الملزمة لتكليف رئيس جديد للحكومة في لبنان، ولولا كارثة بيروت، لما وضع لبنان مجدداً على خارطة الإهتمام الدولي، ولكن لأجل محدد.. وليس مفتوحاً.