
"ليس الدولار الجمركي" مصطلحاً جديداً كتلك المرادفات التي احتلّت قاموس اللبنانيين بعد انكشاف الأزمة المالية في أواخر العام 2019. الـ"لولار"، الدولارات "الطازجة" (الفريش)، الدولار الطالبي، لولرة الودائع وغيرها..
"ليس الدولار الجمركي" مصطلحاً جديداً كتلك المرادفات التي احتلّت قاموس اللبنانيين بعد انكشاف الأزمة المالية في أواخر العام 2019. الـ"لولار"، الدولارات "الطازجة" (الفريش)، الدولار الطالبي، لولرة الودائع وغيرها..
نقترب من مرور 5 أشهر على توقيع الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد الدولي، ولبنان مثتاقل الخطى في تنفيذ الشروط المسبقة الواردة في الاتفاق. ما يشي حتماً بعدم الإلتزام بموعد أيلول/سبتمبر المقبل الذي حدّده الصندوق للنظر في تقييم التقدم الحاصل، والبناء عليه بشأن تقرير أو عدم تقرير الخطوة اللاحقة الخاصة بتحضير الاتفاق النهائي، وبدء صرف قرض 3 مليارات دولار.
يؤجل لبنان ساعة الحقيقة الإقتصادية والمالية والمصرفية منذ سنوات طويلة. أما التأجيل الحرج الفاضح فبدأ منذ 3 سنوات تقريباً، مع الإطلالة الحادة والمفجعة تدريجياً لتداعيات الأزمة اعتباراً من أواخر صيف 2019. بعد 3 سنوات، لا جديد جدياً في ظل مراوحة انتحارية مقصودة، وتحديداً على صعيد الأزمة المصرفية.
على مدى أيّام، وابنة عمّتي تحاول "تسوّل" توقيع معاملة لها في المديريّة العامّة للشؤون العقاريّة في بعبدا. وكانت كلّما سألت الموظّف المسؤول عن مصير معاملتها، كانت تجني على نفسها بتأخيرٍ إضافي للإفراج عن توقيعه. فمعروفٌ عن ذلك الموظّف "المتفاني"، أنّه لا يمرّر معاملة إلاّ إذا دسّ صاحبها في طيّاتها ورقة الـ 100$ "بخشيشاً".
إذا كان لا بد من تسبيب مراوحة أزمة لبنان مكانها منذ أكثر من سنتين، فسيأتي المصرفيون على رأس قائمة المتسببين بإجهاض الحلول بلا منازع. فإذا بالبلد عالق في شرنقة مصالح كبيرة لفئة قليلة، ولا عزاء للملايين الآخرين.
عند منتصف ثمانينيات القرن الماضى اعترضت الرئيس المصري الأسبق «حسنى مبارك» أزمة اقتصادية خانقة تبدت فى انخفاض تحويلات المصريين بالخارج وتراجع إيرادات السياحة وعوائد قناة السويس وارتفاع قياسى فى الدين الخارجى.
غداة الأزمة المالية العالمية ٢٠٠٨، أصاب الركود معظم الدول الأوروبية، فأفلست اليونان عام ٢٠١٠، ونمت مستويات البطالة بشكل فارق في إيطاليا وإسبانيا والبرتغال. حدث هذا بين العامين ٢٠٠٨ و٢٠١١، تاريخ انطلاق موجة الانتفاضات العربية.
تتفاقم الأزمة التونسية إلى حدود منذرة بتغييرات دراماتيكية فى المشهد السياسى. لا الأوضاع الحالية قابلة للاستمرار ولا الأوضاع السابقة مرشحة للعودة. الأزمة بمشاهدها وتداعياتها قد تأخذ البلد إلى المجهول.
يدور نقاش حاد، وضروري، في الأوساط الاقتصادية والمالية والسياسية والشعبية حول خطة التعافي التي تم الاتفاق عليها بين الحكومة اللبنانية وصندوق النقد الدولي.