عملياً، سقط الإتفاق النووي، لكن طهران لا تريد أن تصدر ورقة نعيه من عندها. بمجرد إعلانها أنها مستمرة بالتعاون مع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تكون قد رمت الكرة عند الآخرين.
عملياً، سقط الإتفاق النووي، لكن طهران لا تريد أن تصدر ورقة نعيه من عندها. بمجرد إعلانها أنها مستمرة بالتعاون مع مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، تكون قد رمت الكرة عند الآخرين.
قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عرضاً سردياً تعبوياً على مدى تسعين دقيقة، لمناسبة تشييع كل من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس ورفاقهما، لم يهمل خلاله تفصيلاً دقيقاً، وإمتزج فيه العاطفي بالسياسي، حتى أن الكاميرا إختفت لثوان، عندما لم يكن قادراً على إخفاء دموعه، لا سيما أن صداقة شخصية تاريخية تجمعه بكل من سليماني والمهندس منذ ثلاثة عقود من الزمن، على الأقل.
دشّن إغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني والقيادي في الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، مرحلة جديدة في منطقة غرب آسيا، البقعة الأكثر سخونة في العالم حالياً.
في برقية التعزية التي بعث بها إلى القيادة الإيرانية، شدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أن "سوريا لن تنسى وقوف قاسم سليماني إلى جانب الجيش السوري في دفاعه عن سوريا.. وبصمته في العديد من الانتصارات". قبل ذلك، وتحديداً في آذار من العام 2015، كان الأسد ينفي، في مقابلة مع قناة "سي بي أس"، أي دور لإيران في الصراع السوري، مشيراً بشكل خاص إلى أنّ ظهور سليماني في سوريا ما هو إلا مجرد "زيارة عادية"، لأنه "يزور دمشق دائما منذ عقود كنوع من التعاون".
خطوة متهورة من شأنها إشعال الشرق الأوسط... هكذا باختصار يمكن اختزال الموقف الروسي من اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس.
بانتظار رد إيران على المغامرة الخطيرة للرئيس دونالد ترامب، وكيف سينعكس هذا التطور الدموي على المنطقة ولكن أيضا على وضع سيد البيض الأبيض نفسه في المعركة الانتخابية الرئاسية، يبدو جليا أن الدول العالمية الشريكة لطهران وفي مقدمها روسيا والصين تدرك أن ثمة استهدافا يتخطى الحدود الايرانية. كيف؟
"فيلق القدس" هو جزء لا يتجزأ من الحرس الثوري الإيراني. له قيادته وتراتبيته، ولو أن قائده قاسم سليماني يمتلك "كاريزما" قيادية تحول معها إلى "أيقونة" تتجاوز بحضورها جمهور الساحة الإيرانية. القائد الجديد لفيلق القدس هو نائب سليماني الجنرال إسماعيل قاآني. الأخير وجد نفسه فجأة واقفاً عند مجموعة تقاطعات وخطوط إشتباك وتماس دولية، فإذا إستطاع أن ينجح في مواجهتها، سيكون هو سليماني العام 2020.
يحمل العديد من الالقاب، منها "الذئب" و"مايكل الله" و"آية ألله"... ولكن اسمه في وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية هو "روجر". مايكل داندريا منذ أن عينته وكالة الإستخبارات الأميركية في مركز قيادة العمليات الخاصة في إيران، ولا تبارح عينه قاسم سليماني أينما حل وإرتحل.
كتب المحلل العسكري في "يديعوت أحرونوت" رون بن يشاي أن إغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني "لن ينهي نشاطات إيران التآمرية في الشرق الأوسط، ولا تطلعاتها إلى الهيمنة. هذه الأمور ستستمر، والمواجهة مع الولايات المتحدة ومع حلفائها في المنطقة ستزداد حدة نتيجة العملية التي وقعت في بغداد، لكن على الرغم من اللهجة الحربية، سيمتنع الإيرانيون، على ما يبدو، من القيام بخطوات تؤدي إلى حرب مع الأميركيين أو مع إسرائيل". ماذا تضمنت مقالة بن يشاي؟
ما قبل اغتيال قاسم سليماني لن يكون كما بعده. تلك مسلّمة بديهية لا يختلف عليها اثنان، لا في ايران ولا في الولايات المتحدة، وإن اختلفت التوقعات حول سيناريوهات "ما بعده"، لجهة الرد والرد على الرد... إلى آخر تلك الثنائية التي من شأنها أن تضاعف حجم كرة اللهب وتُدحرجها على خريطة الشرق الأوسط، وربما العالم أجمع.