
لا مُهلة في الدستور اللبناني لتأليف الحكومة بعد التكليف. المدى الزمني مفتوح. أمَّا المدى السياسي فقد يكون مفتوحاً وقد يكون مغلقاً. المشكلة الكبرى تكمن في الحالة الثانية. الدستور لم يُعالج هذه المسألة. وتلك هي ثغرةٌ ربَّما تكون كارثيةً.
لا مُهلة في الدستور اللبناني لتأليف الحكومة بعد التكليف. المدى الزمني مفتوح. أمَّا المدى السياسي فقد يكون مفتوحاً وقد يكون مغلقاً. المشكلة الكبرى تكمن في الحالة الثانية. الدستور لم يُعالج هذه المسألة. وتلك هي ثغرةٌ ربَّما تكون كارثيةً.
في كتابه "لبنان بين الأمس والغد"، يقارب الباحث نواف سلام مسألة العقم الذي تعانيه التجارب الهادفة إلى اخراج الكيان اللبناني من المعضلة الطائفية التي يستغلها أهل السلطة بهدف تكريس نفوذهم، ليخلص إلى اقتراح آلية حوكمة تتيح للمواطن اللبناني محاسبة حُكّامه على ما يقترفونه من أخطاء، تحاذي الخطايا، بحق الوطن، بينما هم مطمئنون إلى متانة الغطاء الطائفي الذي يضعهم في مأمن من المحاسبة.
عِشنا أياماً في خضم تجربة جرّبتها إسرائيل مع العرب مراراً. تأتي التجربة تحت عنوان من ثلاث كلمات هي "استراتيجية هجومية شاملة"؛ استراتيجية تسمح بتعبئة كل إمكانات "الأمة".
مع كل استحقاق لتشكيل حكومة جديدة في لبنان، تبرز النقاشات حول طبيعة الحكومة المرتقبة: هل ستكون سياسية، تكنوقراطية، أم تكنو-سياسية؟
لم تكن تسمية نوّاف سلام رئيساً مكلّفاً بتشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس العماد جوزاف عون، الحدث الأوحد في لبنان منذ أكثر من أسبوع، بل شكّل"غضب" كل من رئيس مجلس النواب نبيه برّي ورئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد، الحدث الأبرز الذي رافق العملية الحكومية الانتقالية.
"الأساس في الإصلاحات السياسية التي طال انتظارها هو العمل في آن واحد على تنفيذ أحكام الطائف التي لم تنفذ بعد، وعلى تصحيح ما نُفّذ منه خلافاً لنصّه أو روحه، وعلى سد ثغراته. وهذا لا يتحقّق من دون العمل على تطبيق اللامركزية الإدارية الموسّعة، ومن دون سلطة قضائية مستقلة ومؤسسات أمنية فاعلة".
عندما ستُقرأ هذه السطور سيكون الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب في سياق تأدية القسم الدستوريّ لبداية ولايته الجديدة. وسيشرع بعدها بتوقيع أوّل أوامره الإداريّة التي ستُحدّد ملامح سياساته طيلة فترة هذه الولاية.
يعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غداً (الإثنين)، حاملاً معه اتفاق وقف النار في غزة، نموذجاً مبهراً لما يستطيع انجازه في ميدان السياسة الخارجية، التي وضع لها أجندة واسعة تمتد من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا والصين. سياسة خارجية مبنية على القوة، ولا تعرف حدوداً، كما يتبين من الطموح إلى ضم كندا وقناة بناما وجزيرة غرينلاند.
الميثاقيةُ في لبنان هلاميّةٌ. السريعةُ الانزلاقِ إلى المآزق.بدأتْ ستاراً طائفيَّاً مع حكومة رياض الصلح وبشارة الخوري عام 1943. ولم تتخلَّصْ من هذا الداء قط. باتت أمراً واقعاً يصعُبُ من دونها تصوُّرُ حياة سياسية في لبنان. ويستحيلُ التخفُّفُ منها، والانتقالُ من ميثقيّةِ الطوائفِ إلى ميثاقيّةِ المواطنين إلّا بمعجزة مدنية - وطنيّة، وهذا ما ليس متوافراً الآن.
مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ومن ثم تكليف القاضي نوّاف سلام بمهمة تأليف الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الجديد، تنبري ملفات هي بحكم المتصلة والمنفصلة، ولعل أبرزها ما يتعلق بالبطريركية المارونية اللبنانية.