
بلادنا مُستباحة، أرضاً وجواً وبحراً. وهي كذلك مُستباحة وعياً ومجتمعاً وممارسة سياسية. منذ سنوات كتبنا حول عودة الاستعمار، واليوم نكتب حول الاستباحة واغتصاب المنطقة، مكانياً، وزمانياً، وجغرافياً، وتاريخياً.
بلادنا مُستباحة، أرضاً وجواً وبحراً. وهي كذلك مُستباحة وعياً ومجتمعاً وممارسة سياسية. منذ سنوات كتبنا حول عودة الاستعمار، واليوم نكتب حول الاستباحة واغتصاب المنطقة، مكانياً، وزمانياً، وجغرافياً، وتاريخياً.
يختلف المسؤولون الاسرائيليون حول مسألة تصعيد المواجهات مع حزب الله في لبنان. ففي حين يعتقد بعض الجنرالات الصقور أن التصعيد يمكن أن يُجبر حزب الله على التراجع، يقول جنرالات آخرون إنه يتعيّن على إسرائيل أولاً حسم الحرب في غزَّة قبل فتح أي معركة جديدة، بحسب رونين بيرغمان في "نيويورك تايمز" (*).
دخلت الغارات الحربية المجنونة، التي أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشنّها على لبنان، يومها الثالث وذلك قبل أسبوعين من مرور عام على بداية العدوان الإسرائيلي على كل من قطاع غزة وجنوب لبنان. كانت حصيلة الأيام الثلاثة خسائر بشرية زادت عن 600 شهيد وأكثر من ألفي جريح، وطاولت نيرانها مناطق في كسروان وجبيل والشوف وأقصى شمال لبنان وشرقه، بالإضافة إلى كل مناطق جنوبه وضاحية بيروت الجنوبية.
وأخيراً نشبت الحرب بين لبنان وإسرائيل من دون إعلان واتخذت المواجهة العسكرية شكلاً جديداً يختلف عن الحروب السابقة ولا سيما حرب تموز/يوليو ٢٠٠٦.
يُعاني الكيان الإسرائيلي من أزمة عميقة مزدوجة تتصل بالحمل الثقيل المتفاقم على كاهل قوته العسكرية المتهالكة من جهة، وبنذائر حرب أهلية تلوح في الأفق وتتربص بمجتمع هذا الكيان من جهة أخرى، بسبب الحرب المجنونة والمكلفة التي يشنها بنيامين نتنياهو على جبهات عدَّة وفي اتجهات مختلفة. أما أعمال التنكيل التي تمارسها قوّاته الجوية، بهدف "مساندة" جيشه المُتعب، فليست أكثر من استراتيجية عمياء لن تخدمه لوقت طويل.
في صباح الإثنين 15 سبتمبر/أيلول الأخير، بلغني نعي إلياس خوري. كلمات موجزة، تنقل خبر الوفاة. عيناي تقرآن الخبر وفي حنجرتي صرخة، تتسع وتتسع، حتى تغطّي قطعة السماء في أعلى النافذة وتمحو أرضية الغرفة. لا أرى في الصرخة سوى وجه إلياس، صديقي إلياس، الذي يرحل. صرخة في الحنجرة وعينان مغلقتان. كما لو كنت أغرق في لجّة لا قرار لها. هي صرخةٌ لفقدان إلياس، في صباح من المفروض أن يكون أحد صباحاته في الكتابة التي كان يمارسها بشوْق في مكتبته، قبل الذهاب إلى العمل في مجلة الدراسات الفلسطينية.
بعد قرابة السنة من عملية السابع من أكتوبر (2023)، وبعد حجم الدمار والقتل والإبادة التي جاءت رداً عليها، لا بدّ للمرء أن يتساءل عن جدوى هذه العملية التي أعطت للعدو الإسرائيلي ذريعة لجعل غزة مكاناً غير قابل للعيش فيه، ولإبادة شعبها وتهجير من بقي منهم، وتقطيع أوصالها، ووضع الخطط لإقامة المستوطنات فيها، وهذه خطوة هامة نحو تحقيق نقاء القومية اليهودية داخل "إسرائيل"، والتخلص ممن بقي من السكان الفلسطينيين.
تتواتر مقدمات وشواهد أننا بقرب عمليات عسكرية إسرائيلية واسعة على الجبهة اللبنانية قد تنزلق بالتداعيات إلى حرب إقليمية مدمرة.
كيف يبدو المشهد السياسي الداخلي الفرنسي وتداعياته الخارجية بعد تشكيل ميشال بارنيه حكومته الجديدة؟
بتوجيه ضربات غير مسبوقة ومتتالية على مدى أيام لـ"حزب الله"، يُكرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأن العمل العسكري لا يتناقض مع الديبلوماسية، لا بل يُعزّزها، لتحقيق هدفه المعلن بتغيير الواقع العسكري والأمني في الجبهة الشمالية، بما يؤمن عودة النازحين من سكان مستوطنات الشمال.