
منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يُطرح السؤال التالي: هل ستتحول "الجبهة" التي قرّر حزب الله أن تكون جبهة مساندة للمعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض غزة، دفاعاً عن النفس، إلى حرب شاملة؟
منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، يُطرح السؤال التالي: هل ستتحول "الجبهة" التي قرّر حزب الله أن تكون جبهة مساندة للمعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض غزة، دفاعاً عن النفس، إلى حرب شاملة؟
تعكس الصحف الإسرائيلية يومياً واقع الإرتباك الذي يعيشه المستويان السياسي والعسكري في إسرائيل، في كيفية التعامل مع الجبهة الشمالية مع لبنان. وفي مقالة نشرها نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق تشاك فرايليخ في "هآرتس"، يدعو إلى وقف نار أحادي الجانب لتحشيد المجتمع الدولي وراء إسرائيل ومن ثم اطلاق انذار نهائي لحزب الله، وصولاً إلى الاستعداد "للمخاطرة بتصعيد شامل"، على حد تعبير فرايليخ.
يُجمع اللبنانيون على أمرين متناقضين: القول بإنتظام عمل مؤسسات الدولة؛ العمل ضد هذه المؤسسات. هم بهذا ينقسمون إلى فئتين: الأولى؛ غالبية عامة تتذمر من التفلت القائم، دستورياً وقانونياً، في المؤسسات كافة، وتطالب بعودة المؤسسات للانتظام، لكنها تستمرئ خرق هذه المؤسسات عبر اللجوء إلى واسطة الزعيم/الزعماء لإنجاز خدماتها من جهة ومبايعة هذه الزعامة، أياً كان موقفها، ومن ضمنها خرق الدستور والقانون من جهة ثانية.
سجّلت إدارة جو بايدن رقماً قياسياً في زيارات كبار المسؤولين فيها، إلى منطقة الشرق الأوسط، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر حتى يومنا هذا، بدءأً ببايدن نفسه (18 ت1/أكتوبر) وصولاً إلى المبعوث الرئاسي آموس هوكستين الذي تكتسب جولته الحالية بين تل أبيب وبيروت طابعاً إستثنائياً ربطاً بالتحذيرات (الأصح بالتهديدات) التي حملها من إسرائيل إلى لبنان.
عاموس هرئيل، المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، قدّم مقاربة لمجريات الجبهة في غزة والشمال (الحدود مع لبنان)، خلص فيها إلى أنّه "لا خوف من إنهاء الحرب في غزة والسعي لعقد صفقة مخطوفين" وثمة تقديرات أن الجيش الإسرائيلي قادر على التغلب على حزب الله في الجنوب اللبناني، وهي تقديرات "منقطعة عن الواقع، وتعتمد على معرفة غير صحيحة بالقوة العسكرية الإسرائيلية"!
ارتفعت المساعدات الإنمائية العالمية من 211 مليار دولار في عام 2022 إلى حوالي 224 مليار دولار عام 2023، وكان هدفها الأساسي «توفير الحدّ الأدنى لتحقيق أهداف التنمية المستدامة». فسُجّل في العام 2023 انخفاض حصة 60٪ من السكان عالمياً من الثروة، مقابلة زيادة الهوّة مع الأثرياء.
هدأ القتال في سوريا منذ سنواتٍ عديدة. إلاّ أنّ البلاد لم تعرِف كيف تأخذ طريقها إلى إنهاء الصراع والتعافي وخروج القوّات الأجنبيّة. حتى الآن، ما زالت مقسّمة على الأرض وفي الذهنيّات الاجتماعيّة، وأهلها بأغلبيّتهم الساحقة، يزدادون فقراً وجوعاً. وليس غريباً أنّ يؤدّي استمرار الاستعصاء القائم إلى تقسيمٍ فعليّ يصعب الرجوع عنه، هذا فضلاً عن استمرار المعاناة التي يعيشها السوريّون إلى ما لا نهاية.
مُجدداً، تقدم الدور القطري على أدوار باقي أطراف اللجنة الخماسية (الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر)، لكن هذه المرة بفارق محاولة استفادة الدوحة من تجاربها طيلة سنة وسبعة أشهر من عمر الفراغ الرئاسي في لبنان. كيف؟
في الوقت الذي تتعثر فيه مفاوضات وقف إطلاق النار في غزَّة، تلوّح الدولة العبرية بمواجهة مفتوحة مع حزب الله. لكن إسرائيل "ستُهزم" في أقل من 24 ساعة في هذه الحرب التي ستجلب الدمار الشامل للبلدين، وستنزلق المنطقة نحو المجهول، بحسب مسؤولين إسرائيليين سابقين تحدثوا إلى توم أوكونور، من مجلة "نيوزويك" الأميركية(*).
من حق لبنان أن يدافع عنه أبناؤه. ترتفع أصوات المسؤولين الإسرائيليين مُهدّدة برد لبنان إلى العصر الحجري. هم على كل حال يعتبرون الفلسطينيين، كما العرب، حيوانات بشرية. لا شيء يردعهم عن قضم الأرض سوى الدفاع الذي يتطلّب حداً أدنى من التنسيق والتعاون بين القادة اللبنانيين من جميع الأطياف والأحزاب والطوائف، حتى لا يقولوا في مستقبل قريب "ولاتَ ساعةَ مندم".