مرحلة ما بعد الإنتخابات الأميركية وفوز الديموقراطي جو بايدن، تطرح أسئلة كثيرة في منطقة الشرق الأوسط. منطقة يتعدد فيها اللاعبون الإقليميون والدوليون ومنهم روسيا التي يتميز حضورها بسمات مختلفة عن الآخرين. ما هي هذه السمات؟
مرحلة ما بعد الإنتخابات الأميركية وفوز الديموقراطي جو بايدن، تطرح أسئلة كثيرة في منطقة الشرق الأوسط. منطقة يتعدد فيها اللاعبون الإقليميون والدوليون ومنهم روسيا التي يتميز حضورها بسمات مختلفة عن الآخرين. ما هي هذه السمات؟
يشي التموضع الأخير لأطراف صراع شرق المتوسط بأن صلاحية الاستدارة الإيجابية التي انتهجتها تركيا في الربع الأخير من العام الحالي قد نفدت صلاحياتها. ما أفضت إليه الإنتخابات الأميركية من نتائج، لن يهلل لها رجب طيب أردوغان كثيرا، وفي المقابل، تبدو أوروبا سعيدة بفوز جو بايدن.
"السنوات الأربع مع ترامب كانت مثيرة للاهتمام"، بهذه العبارة يستهل المحلل السياسي الإسرائيلي تسفي برئيل مقالته التحليلية في "هآرتس" (ترجمتها مؤسسة الدراسات الفلسطينية إلى العربية) والتي شرح فيها حصيلة أربع سنوات من سياسات دونالد ترامب في منطقة الشرق الأوسط.
لا تزال مفاعيل زيارة وزير الدفاع الأميركي د. مارك إسبر في الفاتح من أكتوبر/ تشرين أول الحالي إلى الجزائر تلقي بأثقالها وأتعابها على المشهد الأمني في المغرب العربي والساحل الإفريقي برمته؛ هذا الساحل المديد الذي يبدأ من جنوب/وسط دارفور وكوردفان السودان إلى غاية جنوب موريتانيا، ولم ينِ برهةً عن إثارة القلاقل لدول المنطقة، بسبب شساعة مساحته وصعوبة التحكم فيه ومراقبته، وانتشار الجماعات المتطرّفة على أنواعها.
ثلاث أزمات نجح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إدارتها، سوريا وليبيا وشرق المتوسط، ويطمح إلى إدارة الأزمة الرابعة في القوقاز. بيد أن الطموح التركي الأخير يصطدم، حتى الآن، بممانعة روسية، علماً أن موسكو تتشارك مع أنقرة في سوريا وليبيا ولا تبدي كثير اعتراض على الاندفاعة التركية في شرق المتوسط.
تركيا خططت للحرب في ناغورنو قره باخ وحرّضت أذربيجان على البدء في الهجوم. هذا ما خلصت إليه صحيفة "كومرسانت" الروسية في أحدث تقرير لها عن التدخل التركي في النزاع الأرمني-الأذري، نقلاً عن مصادر دبلوماسية وعسكرية كشفت لها تفاصيل الاستعدادات التركية التي سبقت اطلاق الرصاصة الأولى في الإقليم المتنازع عليه، والتي يفترض أنها بدأت من لحظة انتهاء المناورات العسكرية المشتركة بين أنقرة وباكو في تموز/يوليو وآب/أغسطس الماضيين.
في مقال نشرته مجلة "فورين أفيرز"، يقدم فيليب هـ. غوردون مقاربة خاصة للسياسات الأميركية في الشرق الأوسط، انطلاقاً من التجارب الكثيرة التي حاولت من خلالها الولايات المتحدة تغيير الأنظمة في المنطقة، ابتداءاً من نظام محمد مصدق (إيران) في خمسينيات القرن الماضي، وصولاً إلى النظام السوري اليوم. الخلل الجوهري في السياسة الأميركية، وفقاً لغوردون، يتمثل في "الوعد الكاذب بتغيير النظام".
تعاظمت المحن على مصر في الأشهر الأخيرة. أثيوبيا باستدراك متأخر تطالب بالنيل، وتركيا كادت تضم ليبيا إلى أملاكها على غرار الشمالين السوري والقبرصي، بينما شمال سيناء، وهو مشكلة سابقة في الزمن لمشكلة سد النهضة، فإنه جرح نازف، منذ استولى عليه مسلحون جهاديون أعلنوا مبايعتم لتنظيم "داعش" عام 2014.
يستعرض الأستاذ الجامعي الفرنسي ديدييه بيّون، وهو نائب رئيس معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية في باريس، في مقالة نشرها "أوريان 21"، بالفرنسية وترجمتها الزميلة سارة قريرة إلى العربية، مشهدية العلاقات الفرنسية التركية المأزومة في هذه المرحلة، وهل يمكن ترميمها أم لا؟
تشي تطورات الأحداث في ليبيا بعد أسبوع على بدء مبادرة وقف إطلاق النار، بغياب الانعكاسات الجدية، حيث تحوّر الصراع من ثنائية حفتر-السراج إلى صراعات دقيقة داخلية في كل من طرابلس وبنغازي عنوانها الإحلال والتبديل العنيف، في ظل مناخ من الارتياب بين المكونات السياسة والعسكرية في الشرق والغرب، مصدره الخشية من الإطاحة بعدد من متصدري المشهد في على الجبهتين لتفعيل التهدئة وترقيتها إلى مسار حل سياسي ينتظر التصديق عليه من ساكن البيت الأبيض الجديد.