
يشبه الوضع في لبنان حالة مريضٍ في مستشفى وهو يستفيق من ثقل البنج، حيث كل الأمور من حوله تبدو له مُشوّشة. ومع استعادته وعيه تدريجياً، يتشكّل أمامه المشهد مختلفاً عمّا كان يتوقعه قبل الدخول خلف الستارة.
يشبه الوضع في لبنان حالة مريضٍ في مستشفى وهو يستفيق من ثقل البنج، حيث كل الأمور من حوله تبدو له مُشوّشة. ومع استعادته وعيه تدريجياً، يتشكّل أمامه المشهد مختلفاً عمّا كان يتوقعه قبل الدخول خلف الستارة.
الإنتخابات النيابية لعبة إنخرط الجميع فيها بلا هوادة. فكان هول النتائج التي راح يقرأها البعض من باب النكاية السياسية، وليس من باب السياسة على معناها في بناء الدولة. هناك آلاف الأسباب التي توجب قراءتها من معايير محض سياسية. وليس معاينتها من زاوية تقنية تتعلق بأرقام نالها هذا المرشح، أو أصوات خسرها آخر.
في مطلع شهر أيّار/مايو 2018، انطلق وليد جنبلاط رئيس "اللقاء الديموقراطي" آنذاك في جولةٍ انتخابيّة، على عددٍ من قرى وبلدات الشوف الأعلى في الجبل. كان هدف جولته، التسويق لترشيح نجله الأكبر تيمور. فالمهمّة التي كان قد أوكلها إلى النائب وائل أبو فاعور، لهذا الغرض، بدا أنّها لم تؤتِ بالثّمار المرجوّة جنبلاطيّاً.
بعيد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، طغت على اليوميات اللبنانية، مفردتا "سالكة" و"آمنة"، حيث كان اللبنانيون ينتظرون كل صباح ما كانت تبثه إذاعة بيروت عن أحوال الأمن والطرقات، فإذا كان القناصون يعتلون الأبنية ويقنصون عابري السبيل، يقبع الناس في بيوتهم، ولو غاب القناصون عن "أعمالهم" فمعنى ذلك أن الناس آمنون، فيسلكون الطريق التي يشاؤونها في طريقهم إلى مصادر أرزاقهم.
بورصة أسماء المرشحين لرئاسة الحكومة، بعد مضي أسبوع واحد على إعتذار سعد الحريري، تكاد تستقر على إسم نجيب ميقاتي بوصفه الأوفر حظاً حتى الآن، لكن التدقيق بالمعطيات السياسية، الداخلية والخارجية، يشي بأن التسمية لن تكون كافية هذه المرة.
"ما من شر يدوم وما من خير ينتهي"، لسان حال الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، الذي يردّد هذا القول أمام زواره في معرض توصيفه للمشهدية اللبنانية التي تعاني استعصاءً في كل الملفات، وسط لا مبالاة بمآل الأمور على كل المستويات.
عندما بارك وليد جنبلاط لصديقه الأميركي جيفري فيلتمان مهمته الأفريقية الجديدة، أجابه الأخير برسالة مقتضبة: mission impossible. ما يسري على تلك المهمة، ينطبق أيضاً على الحكومة اللبنانية الموعودة. إستسلام "وطني" للفراغ، حتى الخارج نفسه، صار شريكاً في هذا التسليم ـ الإستسلام. الكل أطفأ محركاته وبالفعل صار تأليف الحكومة "مهمة مستحيلة"!
لم تبلغ مساحة الدور المصري في لبنان مداها الحالي، إلا في سني ما قبل الحرب الأهلية اللبنانية. بعد توقيع إتفاق كامب ديفيد، إتسمت السياسة المصرية بالإنكفاء، قبل أن تبدأ بإستعادة حضورها منذ حرب الخليج التي أدت إلى تحرير الكويت في العام 1991.
نحن أمام ثمانٍ وأربعين ساعة، لن تفضي، على الأرجح، إلى ولادة حكومة جديدة. كيف سيتطور الموقف الدولي والأوروبي في الساعات المقبلة إذا لم تولد الحكومة وما هو المضمون الفعلي لحركة وليد جنبلاط السياسية؟
أن يطل وليد جنبلاط عبر قناة "الجديد" لمناسبة الذكرى الثالثة بعد المائة لولادة كمال جنبلاط.. فهذا يعني أن الزعيم الدرزي يعرف متى ومن أين ولماذا يُطل. والأهم ما هي الرسالة ـ أو الرسائل ـ التي يجب أن تصل؟