
كل شيء بات مكشوفاً في مدّة زمنية لا تتجاوز الثلاثة شهور. كل شيء. ما كان خفيّاً تجلّى، وما كان مكبوتاً تعرّى، وما كان ظاهراً أضحى أكثر وضوحاً بعد أن انتظم في وَحدة موصوفة.
كل شيء بات مكشوفاً في مدّة زمنية لا تتجاوز الثلاثة شهور. كل شيء. ما كان خفيّاً تجلّى، وما كان مكبوتاً تعرّى، وما كان ظاهراً أضحى أكثر وضوحاً بعد أن انتظم في وَحدة موصوفة.
بتوقيع المرحلة الأولى من الاتفاقية التجارية بين الصين والولايات المتحدة في أواخر الأسبوع الماضي، يُرجح أن تشهد الحرب الاقتصادية المستعرة بين الطرفين منذ عامين تهدئة قد ترقى إلى مستوى الهدنة، وذلك في حال تم تنفيذ الجزء الأول من الاتفاقية التي تأتي في توقيت حساس لكل من واشنطن وبكين لاعتبارات اقتصادية وسياسية، وفي لحظة دقيقة في الاقتصاد العالمي الذي يشهد حالة من التباطؤ فاقمتها العقوبات المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم.
قرر "عبقري ما" في الجمهورية إخراج الطائر النادر من طربوشه السحري، فقدّم للشعب اللبناني حسان دياب، المكلف بصنع وزارة موديل 2020، "الحلّ الأنسب للبنان". زدْ على ذلك، هُوَ مُجَسَّد الإنتقام و"البديل الناجح" لسعد الحريري. سلاحه عناده. حائط نووي بإمتياز. "هُم"، بِيَدِهِم عصفورٌ استثنائي، جامعي، أكاديمي. ربطة عنق. وجهٌ يُضيّعُ الناظر إليه. لا يعارض الحريري ولا حزب الله. لا يعارض أميركا ولا سوريا ولا إيران ولا السعودية. هو كاره للحريرية والميقاتية ولكل بيت أو شخصية أو دولة أو أمة يمكن أن تصد طموحه، فكيف إذا كان طامحاً بلا حدود؟ "زيحوا من طريقه"، قالها أحد عارفيه في الجامعة الأميركية.
إستعرض الباحث في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي إفرايم كام في تقرير نشرته "هآرتس"، ما اسماها "نقاط ضعف إيران" في المواجهة المستمرة بينها وبين الولايات المتحدة في أعقاب إغتيال رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني. يبيّن التقرير مدى قلق تل أبيب من الترسانة الصاروخية الإيرانية في المنطقة وإمكانية توجيهها ضد الكيان العبري. في ما يلي نص التقرير المذكور:
بعد ثلاثة وثلاثين يوماً على تكليفه بتشكيل وزارته الأولى، أصبح حسان دياب، اليوم الثلاثاء في 21 كانون الثاني/يناير 2020، أول رئيس للحكومة يأتي من خارج النادي التقليدي، العائلي والسياسي، لرؤساء الحكومات منذ الطائف حتى الآن. سبقه، لكن ليس بالطريقة نفسها، بل بتغطية حريرية، فؤاد السنيورة في العام 2005 وتمام سلام، في العام 2014، مع أن الأخير ينتمي إلى بيت سياسي بيروتي، ووالده رئيس الوزراء الراحل صائب سلام.
بحسب بيان الرئاسة التونسيّة، كلّف رئيس الجمهورية قيس سعيّد يوم الاثنين 20 كانون الثاني /يناير 2020 إلياس الفخفاخ بتكوين الحكومة التونسية الجديدة "في أقرب الآجال".
منذ إغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق أبو مهدي المهندس، يركز الإعلام العبري، على الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، بوصفه "الهدف المقبل للإغتيال"، نظرا إلى دوره المحوري ليس في "الجبهة الشمالية" بل في مجمل المحور الذي ينتمي إليه من بيروت إلى طهران. في هذا السياق، كتب المحلل السياسي في "مركز القدس للشؤون العامة والسياسة" العبري يوني بن مناحيم تقريراً بعنوان "هل نصرالله هو الهدف المقبل للإغتيال"؟
في كانون الثاني/ديسمبر الماضي، أصدر البرلمان السوري تشريعاً لإبرام اتفاقات مع شركتين روسيتين لتطوير ثلاث رقع لحقوق النفط والغاز، بمساحة إجمالية تبلغ حوالي 12 ألف كيلومتر مربع، واحتياطيات قدّرها الجانب السوري بنحو ثلاثة أرباع تريليون متر مكعب من الغاز... الملفت في الأمر أن الشركتين اللتين فازتا بهذه العقود الضخمة لم يكن أحد في قطاع النفط والغاز قد سمع باسمهما حتى هذا التاريخ!
لمناسبة مرور عدة أسابيع على إنطلاقة الحراك وإستقالة حكومة سعد الحريري، كتب الخبير المالي والإقتصادي الدكتور غازي وزني مقالة لموقع ومجلة 180، بعنوان "إما إنقاذ لبنان أو إنهياره". نعيد نشره اليوم، لمناسبة تسمية وزني وزيراً للمالية في حكومة حسان دياب.
تبدو رحلة البحث عن تفسير لما يجري من أحداث سياسية مُثقلة بتفاصيل محلية وإقليمية متداخلة. حكومة عالقة في بيروت. مظاهرات تتسع في شوارع بغداد وأزمة سياسية عراقية تتفاقم. المعركة في إدلب معقل الإرهاب تحتدم. ملف الغاز في شرق المتوسط عنوان خطوط تماس جديدة. مؤتمر برلين. تفجيرات اليمن. ضجيج إعلامي عالي السقف يرافق الأحداث المتسارعة. أما الرؤية، فهي أسيرة الحيرة والتشتت.