
التقيت خارجَ البلادِ صديقًا قديمًا مرَّ ما يناهز عقدان من الزَّمان مُذ رأيته. عرفت أنه ترك فصيلًا سياسيًا كان قد انضمَّ إليه؛ مُفضلًا أن يستقلَّ بأفكاره وأن يحتفظَ بحريَّته ورؤيته؛ على أن يتبعَ الآخرين وقد اختلفَ معهم.
التقيت خارجَ البلادِ صديقًا قديمًا مرَّ ما يناهز عقدان من الزَّمان مُذ رأيته. عرفت أنه ترك فصيلًا سياسيًا كان قد انضمَّ إليه؛ مُفضلًا أن يستقلَّ بأفكاره وأن يحتفظَ بحريَّته ورؤيته؛ على أن يتبعَ الآخرين وقد اختلفَ معهم.
كان من أبرز معالم الحرب غير المنتهية في الشرق الأوسط هو انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر فيها. الآن، وقبل انقشاع غبار هذه الحرب، ومع التطورات التي حصلت مؤخراً، لا بدَّ من قراءة هادئة لأهداف هذه الحرب، ليس فقط في بُعدها التكتيكي، بل وأيضاً في بُعدها الاستراتيجي. لكن، قبل الدخول في هذا العمق لا بدَّ من توصيف الأدوار التي يلعبها الأطراف المحليون كي يصبح بالإمكان تكوين صورة شاملة.
"لدينا فرصة عظيمة، ليس فقط لهزيمة أعدائنا، بل أيضاً لضمان مستقبلنا، إقتصاديا وقومياً ودوليا وفي مجال الطاقة. نحن نعتزم تعزيز قدرات إسرائيل في مجال الطاقة. لدينا قدرة هائلة. التقديرات تشير إلى أن مداخيل الغاز وحده في العقد المقبل ستبلغ نحو ٣٠٠ مليار شيكل، إلى جانب مصادر الطاقة الأخرى والمنشآت التي نقيمها".
شهدت سوريا تحولات جيوسياسية عميقة في أواخر عام 2024 مع انهيار نظام بشار الأسد في سوريا وتولي أحمد الشرع زمام السلطة الجديدة. تحولاتٌ أرخت بظلالها على المشهد السياسي اللبناني، ولا سيما ما يتعلق بالاصطفافات المذهبية التي لطالما كانت سمة مميزة للساحة اللبنانية في العقدين الأخيرين اللذين أعقبا الغزو الأميركي للعراق (2003) ومن ثم اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري (2005).
ليس من السهل مقاربة ملف حزب الله في لبنان من دون الانزلاق إلى متاهات الاصطفاف أو المزايدة. المسألة أعقد من مجرد تنظير سياسي أو تكرار مواقف مُكرّرة. في جوهرها، هي عقدة متشابكة من الأمن، الانتماء، الذاكرة الجماعية، الإقليم، الخذلان الداخلي والتدخل الخارجي. من هنا، فإن محاولات تبسيط الموضوع، أو اختزاله في مطلب نزع السلاح، لا تعكس سوى عجز عن قراءة الواقع كما هو، لا كما نتمنّاه.
يقول لنا التاريخ إنه في المعارك الوطنية، وأقصد تحديداً معارك التحرير، ليس بالضرورة أن يكون مسارك ثابتاً، لكن أبعد من معادلة الربح والخسارة، لا بد أن تكون حريصاً على عدم هزيمة وعيك. هنا المقتلة؛ لذا لا أولوية تتقدم على أولوية البرنامج الوطني، على أن يتناول كل أبعاد وعناصر قضيتنا الوطنية، من سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية واجتماعية وثقافية وتربوية واعلامية إلخ..
ليس تفصيلاً أن يظهر مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في قلب المسجد الأموي الكبير في دمشق، تحيط به هالة من الرمزية، وجمع من المفتين وأمناء الفتوى من لبنان، في لحظة استثنائية بدأت ملامحها تتكوّن مع سقوط نظام بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، وامتدت لتعيد تشكيل الخريطة السياسية والدينية في المشرق العربي.
ما معنى أن يتمّ الحديث اليوم عن أنّ الاقتصاد السوري سيكون في المرحلة القادمة "اقتصاداً حرّاً"؟ ليس فقط لأنّ الاقتصاد لم يكُن "اشتراكياً" في السابق، بل لأنّ التحدّيات الأساسية بعد سنوات العقوبات القاسية – التي بالمناسبة لم ترفع كاملةً حتّى الآن برغم الإعلانات الأميركية - والحرب الأهليّة هي إعادة عجلة الإنتاج والتشغيل والإعمار والحدّ من الفقر وتوحيد البلاد وعودة كريمة للنازحين واللاجئين. فهل هذا ممكن دون تدخّل من الدولة؟ ودون سياسة حكوميّة واضحة؟
كان فجرًا مفصليًّا، أطلّت شمسهُ كطلقةٍ خرجت من البندقية، ولم يعد ممكنًا إعادتها إلى بيت النار. في لحظةٍ كانت إيران تنتظر فيها عرضًا أميركيًّا جديدًا لحلِّ أزمة ملفها النوويّ، استفاقت عاصمتها على ضربةٍ إسرائيليّة غزيرة ودقيقة، حصدت أرواح الطبقة الأعلى من قيادة قواتها المسلحة، ومجموعةٍ من علمائها النوويّين.
انتهت الجولة الأولى من الحرب التي شنّتها إسرائيل ضد إيران بشراكة أميركية كاملة. الجميع أعلن انتصاره في هذه المعركة، من جهة، الولايات المتحدة وإسرائيل أعلنتا عن تحقيق أهدافهما المشتركة. بالمقابل، أعلنت إيران أنها ربحت بمجرد وقف العدوان وإخفاق الطرف المقابل في تحقيق أهدافه.