
قديماً تأمل اليونانيون الكون من حولهم فوجدوا كل ما فيه في حالة حركة، ففسّروا تلك الحركة بأنها سعي نحو الكمال. لذا، كان الإله عندهم هو الذي لا يتحرك، لأنه لا ينشد كمالاً خارجه. ولما كانت كل حركة تنشد الكمال، ولا كمال إلا لله، فغاية كل حركة اللحاق به.
قديماً تأمل اليونانيون الكون من حولهم فوجدوا كل ما فيه في حالة حركة، ففسّروا تلك الحركة بأنها سعي نحو الكمال. لذا، كان الإله عندهم هو الذي لا يتحرك، لأنه لا ينشد كمالاً خارجه. ولما كانت كل حركة تنشد الكمال، ولا كمال إلا لله، فغاية كل حركة اللحاق به.
يعود دونالد ترامب إلى البيت الأبيض اليوم (الإثنين)، ونحن ننتظر قدومه الميمون وأولى قراراته التي نستشرف من خلالها مآلات ولايته الثانيّة ولا سيما لجهة الإستحواذ على نقاط استراتيجيّة حول العالم تؤمنّ استمراريّة الهيمنة الإستعماريّة الأمريكيّة لكن هذه المرّة على حساب مصالح حلفاء الولايات المتحدة.
وقّع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان معاهدة تعاون استراتيجي مع نظيره الروسي فلايمير بوتين خلال زيارته إلى موسكو، الأسبوع الماضي؛ مُدّتها 20 عاماً وتُشكّل استمرارا لمعاهدة العام 2001 التي انتهت مدتها في العام 2021 وكانت تنص علی سريان بنودها إلى حين التعبير عن رغبة البلدين بتجديدها من عدمه، لكن البلدين ذهبا أبعد من ذلك عندما قرّرا اعادة صياغة بنود المعاهدة لتلائم المستجدات الإقليمية والدولية واحتياجات ومصالح البلدين.
يعود الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غداً (الإثنين)، حاملاً معه اتفاق وقف النار في غزة، نموذجاً مبهراً لما يستطيع انجازه في ميدان السياسة الخارجية، التي وضع لها أجندة واسعة تمتد من الشرق الأوسط إلى أوكرانيا والصين. سياسة خارجية مبنية على القوة، ولا تعرف حدوداً، كما يتبين من الطموح إلى ضم كندا وقناة بناما وجزيرة غرينلاند.
ليس هدف هذا السّؤال هو الاستفزاز، أو التّعجب للتّعجّب، أو الاثارة لمجرّد الإثارة. بل هو سؤال جوهريّ في حقيقة الأمور وفي باطنها، مع أنّ عقلنا المعاصر بالذّات، خصوصاً تحت تأثير "عصر الأنوار" (Les Lumières) الأوروبيّ وأبرز شيوخه الكبار: قد يعتبر هذا السّؤال غريباً جدّاً على الأرجح، بل ومستهجناً ومجنوناً ربّما.
مع انتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية، ومن ثم تكليف القاضي نوّاف سلام بمهمة تأليف الحكومة الأولى للعهد الرئاسي الجديد، تنبري ملفات هي بحكم المتصلة والمنفصلة، ولعل أبرزها ما يتعلق بالبطريركية المارونية اللبنانية.
عندما ينفصل الوعي عن التاريخ وتبتعد الذات عن إدراك الواقع لدى الجماعات التي أسّست ايديولوجيتها على المظلومية، وبنت كيانها السياسي على فرضية أنها موضع الحرمان والتهميش، وأقصت نفسها عن الاندماج فيمن حولها، ولم يعد لها نصير إلا نفسها، وتعزل نفسها عن محيطها بادعاء التفوق الأخلاقي، وتدعي النصر حقيقةً أو وهماً، فإن أمارة أخرى غير المظلومية تصير جوهر وجودها، ويصير التاريخ عدواً لها، والبشرية مُنكرةً من قبلها.
سوريا في العام 1957 وسوريا في العام 2024. الكثير تغيّر فيها وفي الشرق الأوسط، ولكن الكثير أيضا فيهما لم يتغير. كيف؟
حملت التطورات السورية المتعاقبة منذ الثامن من الشهر الماضي، تاريخ سقوط النظام السوري السابق، نقاشات واسعة في السياسة والإجتماع والتاريخ، من بينها أصل إسم سوريا. هذا إسهام في النقاش الحاصل والمتشعب حول اسم سوريا وهل هو يوناني أو أنه مشتق من أشوري أو أن أصل التسمية تعود إلى مدينة صور الفينيقية اللبنانية، بعد انقلاب الصاد إلى سين مُخفّفة.
إن ما يحصل في منطقتنا منذ قرن من الزمان ليس إلّا ترجمة عملية لأكبر عملية "تنصيب" في التاريخ، قامت بها إمبرياليات وافدة على ظهر الدبابات ودويّ المدافع، التي صمتت في القارة العجوز لتدوّي في كل ساحات العالم.