
يعتقد الكثير من الناس أنّ مقولة "دولة القانون" تعني "دولة العدالة". لا ينتبهون إلى أنّ الأولى لا تقود إلى الثانية. وينطلي عليهم أيضاً أنّ كثرة القوانين، فعليّاً، تحجب العدالة وتجعلها مستحيلة، فتصبح ضحيّة تضاف إلى ضحايا دولة القانون المغبونين.
يعتقد الكثير من الناس أنّ مقولة "دولة القانون" تعني "دولة العدالة". لا ينتبهون إلى أنّ الأولى لا تقود إلى الثانية. وينطلي عليهم أيضاً أنّ كثرة القوانين، فعليّاً، تحجب العدالة وتجعلها مستحيلة، فتصبح ضحيّة تضاف إلى ضحايا دولة القانون المغبونين.
السوريّون محكومون بالأمل. معاناتهم المعيشيّة، والعقوبات التي فرضت عليهم منذ أربعة عشر عاماً، وصراعات الآخرين على بلادهم وشرذمتها، والانفلات الأمنيّ، وكبح الحريّات العامّة والخاصّة، والنزوح والتهجير؛ أمورٌ ستعرف نهايتها جميعها قريباً وإن تدريجيّاً. الأمل كبيرٌ، بل كبيرٌ جدّاً، قياساً بالمعاناة التي عاشوها طويلاً.
تعرضت بنية الحكم الانتقالي في سوريا خلال الأسابيع الماضية لهزات مكتومة وأزمات عدّة ظلت حبيسة الجدران المغلقة وسط جهود لإخفائها أو على الأقل التكتّم على آثارها.
فور الإعلان عن رحيل البابا فرنسيس فى الحادى والعشرين من الشهر الجارى عن عمر ناهز الثامنة والثمانين بعد متاعب صحية، سارع زعماء وشعوب العالم إلى نعى البابا الراحل وتقديم العزاء للفاتيكان وللكنائس الكاثوليكية حول العالم، فقد كان البابا وبحق، ليس فقط رجل دين وقيادة روحية، لكنه كان أيضًا رمزًا سياسيًا وحضاريًا مهمًا فى العالم الحديث.
بعد وفاة البابا فرنسيس، في 21 أبريل/نيسان 2025، عن 88 عاماً، انصبّ جُلّ اهتمام العالم على شخصيته: تواضعه، روح الدعابة التي كان يتحلى بها، أسلوبه الإداري المباشر. كل ذلك دُفن معه. لكن ستبقى مساهمات البابا الأرجنتيني في ديبلوماسية الفاتيكان إرثاً خالداً. لقد رسم فرنسيس مساراً ديبلوماسياً مستقلاً عن العواصم الغربية، وعزّز مكانة القادة الكاثوليك في دول لم تكن يوماً جزءاً من حَوْكَمَةْ الكنيسة، وصقل أسلوباً ديبلوماسياً عملياً وطموحاً في آنٍ واحد.
على مقياس المئة يوم الأولى من الولاية الثانية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، غلبت الإخفاقات على الإنجازات. رقم قياسي من الأوامر التنفيذية التي حيّدت دور الكونغرس إلى حد كبير، ومنحت الرئيس صلاحيات "ملكية"، وتحدٍ للجامعات والمحاكم وهدم للبيروقراطية. وكاد الهوس بالتعريفات الجمركية، الذي ارتد وبالاً على وول ستريت، أن يقود أميركا إلى الهاوية بعيون مفتوحة.
يختم الكاتب "الإسرائيلي" رونين بيرغمان كتابه "انهض واقتل أولاً، التاريخ السري لعمليات الاغتيال الإسرائيلية" بفصل عنوانه "نجاح باهر تكتيكياً، فشل كارثي استراتيجياً"، يتحدث فيه عن عملية اغتيال القيادي في حركة "حماس" محمود المبحوح في مدينة دبي الإماراتية، ويروي كيف أن العملية التي نُفذت بسهولة سرعان ما تحولت إلى كارثة مع انكشاف أمر المنفذين.
يتكثف طرح استقلالية القضاء في لبنان منذ حراك 17 تشرين/أكتوبر 2019 في ظل متغيرين أساسيين: داخلي، يتمثل بحرب بدأت منذ نصف قرن خلخلت الانتظام العام في البلد، ومن ضمنه القضاء؛ وخارجي، يتمثل بسلسلة تحولات أصابت النظام العالمي، اقتصاداً وسياسةً واجتماعاً، منذ مطلع تسعينيات القرن العشرين، لتتعاظم مع الألفية الثالثة فتصيب شظاياها القضاء.
يتصرّف البعض في لبنان وكأنّ قضيّة سلاح المقاومة هي قضيّة حزبٍ بِعَينه أو منظّمةٍ بِعَينها، مع الاحترام كلّه لتضحيات كلّ أحزاب المقاومَتَين اللّبنانيّة والفلسطينيّة طبعاً، أو يتصّرف هذا البعض وكأنّ قضيّة السّلاح هذه هي قضيّة دولة اقليميّة؛ أو قضيّة رجل سياسيّ أو مَوقع سياسيّ معيّن؛ أو قضيّة قائد حزبيّ بذاته، أو قضيّة طائفة تُريد بعض نخبها "التّشبيح" على الآخرين، وتلك مقاربات بعيدة عن جوهر القضيّة يقيناً. لماذا؟
مسارٌ هائلٌ من التحولات. هذا ما يشهده العالم حالياً. الأرجحيّة قويَّةٌ بأنْ لا تمضي السنوات الخمسُ المقبلة من دون أن تظهرَ تداعياتُها النوعيّة. حركةُ التاريخ تنتقلُ من الغرب الأقصى إلى الشرق الأقصى. البوصلة تتجهُ نحو الصين في قيادة العالم. لن تبقى الولايات المتحدة في عرش التفرُّد متحكِّمةً بالعلاقات الدولية.