
ذات يوم قيل للقائد الجهادي للمقاومة الشهيد عماد مغنية أن تجهيز الجندي الأميركي أو الإسرائيلي يُكلّف 10 آلاف دولار، فردَّ بالقول: "ونحن يُكلّفنا تجهيز المجاهد الواحد روحيته التي تقاتل.. وبها يقاتل وينتصر" .
ذات يوم قيل للقائد الجهادي للمقاومة الشهيد عماد مغنية أن تجهيز الجندي الأميركي أو الإسرائيلي يُكلّف 10 آلاف دولار، فردَّ بالقول: "ونحن يُكلّفنا تجهيز المجاهد الواحد روحيته التي تقاتل.. وبها يقاتل وينتصر" .
لم يتخلَ المقاومون عن قضيتهم، ولن يتخلوا عنها، ليس لأنهم سوداويون وحاقدون أو راغبون بالحرب من أجل الحرب، وإنما لأن إسرائيل قوة احتلال واستيطان وسيطرة وعدوان، ولا تدع مجالاً لهم للنسيان، وتُذكّرهم في كل يوم وكل لحظة بأنهم شعب تحت التهديد، بل موضوع اعتداء وتدمير وإبادة بيولوجية ومادية ورمزية، كلما وجد الإسرائيلي فرصة أو حاجة لذلك.
نحن في خضم حرب حقيقية ولو كان حزب الله يُصرّ على إدراجها في خانة مساندة غزة ومؤخراً أضاف إليها عنوان "الدفاع عن لبنان وشعبه". ما يجري منذ حوالي العشرة أيام على أرض لبنان يشي بما تُضمره إسرائيل للبنان منذ الدقيقة الأولى لانتهاء حرب تموز/يوليو 2006، وهو ما كان يجعلها تعتقد لسنوات طويلة أن جبهة غزة ثانوية.. وأن الحرب الأساس هي تلك التي لا بد منها في ما تُسمى "الجبهة الشمالية".
بلادنا مُستباحة، أرضاً وجواً وبحراً. وهي كذلك مُستباحة وعياً ومجتمعاً وممارسة سياسية. منذ سنوات كتبنا حول عودة الاستعمار، واليوم نكتب حول الاستباحة واغتصاب المنطقة، مكانياً، وزمانياً، وجغرافياً، وتاريخياً.
أعلنها كيان الاحتلال الصهيوني "حرباً وجوديةً" مفتوحة، غايتها استكمال إبادة أو تهجير أبناء وبنات أمتنا من فلسطين وتثبيت الاحتلال حتى خارجها، كما في الجولان، بل توسعة كيان الاحتلال إلى أبعد حدٍّ ممكن، وإلحاق "الهزيمة الاستراتيجية" التاريخية بأمّتنا لتحقيق الهيمنة المطلقة "من النيل إلى الفرات".
المشهدية المُكثّفة في "الأربعينية" تعبيرٌ عن أسلوب حياة أهل مدينة كربلاء والعراقيين تجاه ضيوفهم. ففي عشرة أيام يُقدّم العراقيون كلَّ ما باستطاعتهم، وتستنفر الدولة العراقية كلَّ طاقاتها الأمنية واللوجستية لإنجاح واحدة من أكبر التجمّعات الشعبية في العالم والتي سجَّلت هذا العام رقماً تجاوز الـ21 مليوناً.
غالباً ما تُشكّل الايديولوجيا عبئاً على أصحابها، بخاصة الذين منهم يُغلّبون التمنيات على الواقع، ولا يعتبرون الأفكار مستمدة منه، وعلى الأخص لدى الذين يسحبون الأفكار على الحقائق، ويعتبرون أنها ما ينبغي لها أن تكون إلا انعكاساً لما في ذاتهم؛ وهذه هي مآل اللبنانيين بمختلف أطيافهم بل طوائفهم، لأن الأطياف حدودها الطوائف لا غير.
كلّما وصلْنا إلى تاريخ الذّكرى السّنويّة لتغييب الرّمز الرّوحيّ واللّبنانيّ والإسلاميّ والشّيعيّ، الإمام السّيد موسى الصّدر (وأخَوَيه)، كلّما تزداد قناعة البعض، وأنا منهم، بأنّ الحركة الصّدريّة (التّموضع الصّدريّ في لبنان إذا صحّ التّعبير).. لم تكن مجرّد "نزوة" طائفيّة شيعيّة عابرة، في بلد الطّوائف والطّائفيّة، كما لم يزلْ يعتقد البعضُ للأسف.
قضية لا كالقضايا الأخرى في العالم. شعب أزيح وهُجّر وطُرِد من أرضه، وآخر جيء به ليحل محله. الذي أزاحَ يُمثّل الامبريالية والعنصرية في العالم، والذي أُزِيحَ يُمثّل المضطهدين والمُستَغَلين والساعين من أجل التحرر والتخلّص من التبعية. القضية لا تتعلّق بالحق وحسب، بل بتركيب النظام العالمي الذي تنكّر سادته لكل ما حدّثونا به عن الحق والعدالة.
درج أدباء في العديد من الثقافات العالمية على اعتماد الكتابة المتوسلة بلسان الحيوان لتمرير رسالة ما ضد حاكم فاجر أو مجتمع ظالم، فيحكي القط والكلب والأرنب والعصفور والحمار مع الإنسان والشجر. الإنسان الذي بات في ظل القهر والاستبداد والاحتلال حيواناً غافلاً وصامتاً عن حقوقه، حتى عن المُطالبة بلقمة عيش بسيطة لا تتعدى رغيف خبز يابس وكمشة طحين حاصرهما محتل غاصب.. وجار صامت.