
بتوقيت واحد طرحت الإدارة الأمريكية مقترح وقف إطلاق نار مؤقت فى حربى أوكرانيا وغزة. المقترح بذاته قفز فوق استغلاق الحلول السياسية، أو التفاف حول تعقيداتها ريثما يتم التوصل إلى مخارج ما.
بتوقيت واحد طرحت الإدارة الأمريكية مقترح وقف إطلاق نار مؤقت فى حربى أوكرانيا وغزة. المقترح بذاته قفز فوق استغلاق الحلول السياسية، أو التفاف حول تعقيداتها ريثما يتم التوصل إلى مخارج ما.
على مدى 80 عاماً، عاشت أوروبا تحت مظلة "السلام الأميركي"، لتستفيق على واقع جديد يفرض عليها تدبر شوونها الدفاعية بقواها الذاتية. ويهرع القادة الأوروبيون لوضع الخطط والاستراتيجيات على عجل، والتفكر في خيارات لم تكن متخيلة، قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض منذ نحو شهرين.
نُخطئ إذا أصرّينا على القول بوجود فرق جوهري بين سياسة دونالد ترامب وأهدافه وبين تلك التي تبنّاها وسعى إليها من سبقوه من رؤساء، وبالأخصّ منهم باراك أوباما أو جو بايدن. الفرق هو في الأساليب والوسائل التي يتبعها ترامب لتحقيق أهداف تسعى إليها أمريكا.
حتى في أسوأ السيناريوات المتخيلة، لم يكن وارداً أن ينتهي اللقاء بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، إلى هذه الكارثة في العلاقات بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، بما يُهدد الجهود الأميركية لوقف الحرب الروسية-الأوكرانية ويُعمّق الشرخ بين ضفتي الأطلسي، ويجعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موقع أقوى.
هل نتجه نحو نظام عالمي جديد أكثر شراسة من تفرد الرأسمالية الأمريكية بقيادته منذ انهيار الاتحاد السوفياتي ومعسكره الاشتراكي في العام 1991، حتى يومنا هذا؟
«لا أعتقد أننا سنعود إلى ما كنا عليه من قبل»، كانت هذه كلمات أليكس يونجر، الرئيس السابق لجهاز المخابرات الخارجية البريطانى MI6، والتى جاءت فى حديث له مع شبكة BBC، فى إطار رده على حالة النظام الدولى بعد مرور 6 أسابيع فقط من رئاسة دونالد ترامب الثانية.
حصلت القمة العربية المقررة في الرابع من آذار/مارس 2025 في العاصمة المصرية على صفة "الاستثنائية" مُسبقاً لأنها تنعقد في غير المواعيد المقررة ولأسباب أخرى.
سنوات ثلاث مرت على حرب أوكرانيا، وتحديدًا على بداية الغزو الروسى، باعتبار أن الحرب بين الطرفين بدأت منذ أكثر من سنوات عشر (فبراير/شباط ٢٠١٤) ولو بشكل محدود ومتقطع فى الجغرافيا وحدة القتال. ولم تمنع صيغ الوساطات المختلفة ودورها من الذهاب إلى الحرب الكلية، كما أشرنا.
قبل ثلاثة أعوام، ترتّب على اندلاع الحرب الروسية-الأوكرانية، إعادة تشكيل المشهد العالمي برمته، وحدثت الكثير من الأشياء التي كانت غير متوقعة، من احتشاد الغرب على نحو غير مسبوق في دعم أوكرانيا ومعاقبة روسيا بقوة، وعودة الولايات المتحدة لتنشيط حلف شمال الأطلسي "الناتو" الذي توسع نحو شمال أوروبا، بينما خابت آمال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في استعادة سريعة لأوكرانيا وتالياً الغرق في مستقنع من الاستنزاف، الذي فرض عليه الإرتماء كلياً في "شراكة بلا حدود" مع الصين.
مستقبل الولايات المتحدة شأن دولى بقدر الأدوار التى تلعبها فى تقرير مصائر العالم. هذه حقيقة يصعب إنكارها؛ لكنها ليست اللاعب الوحيد، ولا كلمة رئيسها دونالد ترامب لا ترد. هذه حقيقة أخرى.