"ليس الحاضر مجرّد محطّةٍ انتقاليّة بين الماضي والمستقبل؛ بل هو وحدة الاثنين" (مارتن هايدغر «الكينونة والزمان»).
"ليس الحاضر مجرّد محطّةٍ انتقاليّة بين الماضي والمستقبل؛ بل هو وحدة الاثنين" (مارتن هايدغر «الكينونة والزمان»).
تكشفت هذا الأسبوع معالم خطة أميركية تعالج تداعيات حرب غزة. وبحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإنّ الإدارة الأميركية تعمل على صفقة إقليمية شاملة تتضمن إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وتطبيع علاقات إسرائيل مع الدول العربية غير المُطبّعة.
"على المرء أن يُطلق النار على الأخلاق". كفى احتماءً بالقيم. بدروس التفاؤل، بصلوات القديسين والأئمة. كفى تبشيراً بالفضائل والالتزام بالمبادئ والقوانين والمؤسسات. كفى كذباً وتدجيلاً بالسلام والمحبة والديموقراطية. كفى تعميماً لمنطق الرفق بالحيوان، لأنه يستحق أن يكون إنساناً!
انسداد الأفق أمام تحقيق الأهداف الإسرائيلية من الحرب على غزة بعد أشهر ثلاثة ونيف من الحرب المدمرة التى تشنها القوات الإسرائيلية ضد القطاع أدت إلى انفجار الخلافات والتناقضات ضمن كل من المؤسسة السياسية والمؤسسة العسكرية وبينهما أيضا.
منذ تدخلها المباشر في الحرب السورية، عام 2015، اعتمدت روسيا على إيران في مساندة حليفهما المشترك (الرئيس بشار الأسد) وفي محاربة عدوهما المشترك (التنظيمات الإرهابية). في الوقت نفسه، كانت روسيا، وما تزال، تغض الطرف عن الاعتداءات "الإسرائيلية" ضد المصالح الإيرانية في سوريا، وآخرها الاغتيالات التي طالت قياديين من الحرس الثوري في دمشق. والسؤال: لماذا ترضى طهران بهذا الوضع؟
أكثر من مائة يوم مضت على العدوان الإسرائيلي على غزة، حاول بنيامين نتنياهو خلالها جرّ الولايات المتحدة إلى حرب شاملة ضد حلفاء حماس في المنطقة، بمن فيهم إيران، غير أن الرئيس الأمريكي جو بايدن ما زال يتحاشى خوض مثل هذه المغامرة المُكلفة لبلاده وإسرائيل في آن معاً.
بينما تنظر محكمة العدل الدوليّة في اتهام إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعيّة، احتفى المنتدى الاقتصادي العالمي (منتدى دافوس) بالرئيس الإسرائيلي وبقادة دول تساهم في هذه الجريمة. وقد تحدّث هؤلاء القادة ونظراؤهم في دولٍ أخرى ومديرو الشركات الكبرى عن أشياء كثيرة بينما غاب عنهم واقع أنّ الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تؤكّدان أنّ سدس سكّان العالم وثلث الذين ينضوون في حالة الفقر المدقع يعيشون اليوم في دولٍ "هشّة".
منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر والولايات المتحدة تدير بتوازن دقيق، دعمها للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والعمل في الوقت نفسه لمنع اندلاع حرب واسعة النطاق في الشرق الأوسط. في الإمكان القول إن هذه السياسة، التي نجحت إلى حد كبير في ضبط التوترات، آخذة في التآكل يوماً بعد يوم، لمصلحة تعميم الإضطراب من غزة عند شواطىء المتوسط إلى حدود باكستان في جنوب آسيا.
حدّد رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ثلاثة أهداف استراتيجية لحربه ضد الفلسطينيين منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر؛ أولها، تحرير الأسرى الإسرائيليين بالقوة؛ ثانيها، سحق حركة حماس؛ ثالثها، ضمان ألا يُشكّل قطاع غزة مستقبلاً مصدر تهديد إرهابي للدولة العبرية. ماذا تحقق وماذا لم يتحقق بعد مئة يوم من هذه الحرب؟