قيلَ وكُتبَ الكثير عن المساعي الفرنسية للمساعدة في إيجاد المخارج المقبولة لمأزق الانتخابات الرئاسية اللبنانية وآخرها استضافة باريس للقاء خماسي فرنسي - أميركي - سعودي - قطري - مصري، فماذا عن الأجواء التي رافقت هذه الجهود وعن نتائجها؟
تذّكر أيها الإنسان أنك صغيرٌ وتافهٌ وحقيرٌ. يُذكرنا الزلزال بذلك كما جرثومة صغيرة كذلك قبل ثلاث سنوات ونيف. برغم ذلك، لا يتوقف الحديث عن العلم والمعرفة سبيلاً للسيطرة على الطبيعة.. ومع التقدم التقني، لا بد وأن يتضاءل التواضع.
يبدو أن الإستحقاق الرئاسي والمشهد اللبناني ككلّ يزداد تعقيدًا، مع اشتداد الأزمات الدولية والإقليمية وعدم وجود بوادر تسويات في أي اتجاه، على الأقل كما يظهر في العلن. ولعل ما سبق ورافق إجتماع باريس الذي إنتهى من دون إصدار بيان رسمي ختامي، يصب في خانة تعقيد الموقف أكثر مما يساهم في فكفكة عناصر التأزيم.
استعرضت مقالة الأسبوع الماضي دور الدبلوماسية اللبنانية بإجراء سلسلة من المصالحات بين السعودية والعراق ومصر وبين مصر وسوريا، بالإضافة إلى المبادرات الوفاقية اللبنانية بين الأردن وفصائل المقاومة الفلسطينية ومساعي لبنان السلمية في حرب فيتنام ودوره الريادي في صياغة البيانات الختامية لمؤتمرات القمم العربية، وفي هذا القسم الثاني استعراض للمواقف اللبنانية الرسمية الرافضة لمبدأ المس بسيادة لبنان وقراره الوطني.
أشد ساعات الظلمة تلك التي لا يُرى فيها شعاعُ نور، وأعتى المعضلات تلك التي لا يُرى فيها، حتى نظرياً، حلٌ أو حلول. هذا ما يدفع اللبنانيين سنة بعد سنة الى اليأس والإحباط واللامبالاة.
يبلغ عدد المخيمات الفلسطينية على الأراضي اللبنانية، اليوم، ستة عشر مخيّماً عمرها من عمر النكبة عام 1948. كما عرف لبنان إبّان حربه الأهلية، ما اصطلح على تسميته بالتجمعات الفلسطينية، مثل القاسمية، الشبريحا، المعشوق.. وهي تجمعات يعاني أهلها ما يعانونه من ظروفٍ صعبة تستحقّ تسليط الضوء عليها.
إنّ الطّرحَ القائلَ بمواجهةِ الكيانِ الصّهيوني بالوسائل الرّسميّة والتّقليديّة، فقط أو بشكل رئيسي، هو بطبيعة الحال طرحٌ غير جدّي برأينا، ويسخرُ من عقول اللّبنانيّين وعقول أهل الجنوب والبقاع الغربي.. بل ومن عقول جميع شعوب منطقتنا.
دخل لبنان الشهر الرابع من الفراغ الرئاسى ولا ندرى متى تنتهى رحلة الفراغ نحو المجهول عبر انتخاب الرئيس، فيما تكثر القراءات التحليلية بهذا الشأن. بعضها يعدنا بانتهاء الفراغ الرئاسى قريبا والبعض الآخر الأقل تفاؤلا يشير إلى فترة طويلة وشبه مفتوحة فى الزمان مذكرا بفترة السنتين ونيف اللتين فصلتا بين نهاية ولاية الرئيس ميشال سليمان وانتخاب الرئيس ميشال عون: الانتخاب الذى جاء نتيجة توافق داخلى بين أبرز الخصوم، سهل «الخارج» الوصول إليه.
سبعة عشر عاما أتمها "تفاهم مار مخايل" بين تيارين شعبيين كبيرين، وهو جاء ثمرة حوارات ولقاءات امتدت من باريس منفى "الجنرال" ميشال عون الى لبنان يوم شكّلت عودته ما وُصِفَ بـ"التسونامي" الذي تجمّعت في مواجهته احزاب المنظومة في انتخابات عام 2005.