ما يزال كثيرون أسرى سرديات قديمة في التعامل مع الجيل الجديد أو ما يسمى "Gen Z". هو جيل متصل بمحيطات معرفية تتدفق بغزارة. صار جيلاً رقمياً عالمياً.. أفكاره كثيرة وقضاياه قليلة، لكن من غير السهل أن يقتنع بخطاب كيفما كان..
ما يزال كثيرون أسرى سرديات قديمة في التعامل مع الجيل الجديد أو ما يسمى "Gen Z". هو جيل متصل بمحيطات معرفية تتدفق بغزارة. صار جيلاً رقمياً عالمياً.. أفكاره كثيرة وقضاياه قليلة، لكن من غير السهل أن يقتنع بخطاب كيفما كان..
بحكم تنقلي بين عديد الوظائف والمهام تعدد من ساقني الحظ للعمل تحت رئاستهم. منهم الصالح ومنهم الطالح ومنهم جميعًا استفدت. قليل من خلف جروحًا لم تندمل، ولعله من حسن حظي، وحظوظ مرؤوسين عملوا معي من بعدهم، أنها لم تندمل. أعترف هنا، وربما للمرة الأولى، أنني بذلت من الجهد والمثابرة ما يكفي لمنعي من أن أقع ذات يوم في نفس الخطأ أو أرتكب نفس الجرم. أعترف أيضًا، وبالتأكيد ليس للمرة الأولى، أنني مدين بكل حسنة التزمتها ونصر حققته لوالد قام بواجبه وأساتذة في الجامعة اهتموا بإرشادي ورؤساء عمل أخلصوا في عملهم خلقًا وعلمًا وكفاءة ووطنية فكانوا نعم النموذج والمثال.
يتفق مجمل المراقبين على أن المرحلة الأولى من خطة دونالد ترامب ــــ والتى تتعلق بالإفراج عن الإسرائيليين «الرهائن أحياء كانوا أو أمواتًا» وبعدها تفرج إسرائيل عن عدد معين من الأسرى الفلسطينيين ــــ ستجد طريقها للتنفيذ رغم بعض التعثرات التى قد تصيبها والتى يمكن استيعابها ومعالجتها.
تختصر القضية الفلسطينية قرناً من الصراع بين مشروعين متناقضين: مشروع استعماري استيطاني إحلالي غربي غُلّف بالشعار الصهيوني، ومشروع تحرّري عربي فلسطيني حاول مقاومة التفكيك والاقتلاع. منذ وعد بلفور عام 1917 وحتى قمة شرم الشيخ في تشرين الأول/أكتوبر 2025، تعاقبت المبادرات والمفاوضات، وتبدّلت العناوين من “الأرض مقابل السلام” إلى “السلام الاقتصادي”، فيما ظلّ جوهر الصراع واحداً: من يملك الحق في الأرض والهوية والسيادة؟
مع تبدّل المشهد السوري وصعود نظام جديد في دمشق، يجد التيار السلفي في لبنان نفسه أمام اختبار غير مسبوق: الانتقال من خطاب الفتاوى والجهاد إلى منطق السياسة والتكيّف. فبعد عقود من الصراع الفكري والانقسام بين الدعوي والجهادي، يواجه السلفيون اليوم تحدي إعادة تعريف دورهم داخل بيئة سنّية مضطربة وواقع لبناني مأزوم. وبين إرثهم العقائدي الصارم ومتطلبات البراغماتية الإقليمية، يقفون على مفترق طرق قد يحدد مستقبل حضورهم في لبنان والمنطقة.
شهدت تسعينيّات القرن الماضي ذروة النّفوذ العالميّ للمنظمات غير الحكوميّة (NGOs)، حيث نمت أعدادها وميزانيّاتها بشكلٍ غير مسبوقٍ في ظلّ رؤيةٍ متفائلةٍ لمجتمعٍ مدنيٍّ عالميٍّ قادرٍ على قيادة التّقدّم في قضايا حقوق الإنسان والبيئة. مثّلت منظمات كبرى مثل "أوكسفام" و"منظمة العفو الدوليّة" و"الشفافيّة الدوليّة" قوىً فاعلةً نجحت في حشد الرأي العام والتأثير في سياسات الدّول، بل والإسهام في صياغة معاهداتٍ دوليّةٍ مهمّة كـ "اتفاقية حظر الألغام المضادّة للأفراد" و"اتفاقيّة الأمم المتّحدة لمكافحة الفساد".
فُتِحَ باب الأمل مع توقّف الإبادة الجماعيّة في غزّة، لكنّ التخوّف ما زال جاثماً ممّا ستحمله الأيّام القادمة. توقّف التجويع، إلاّ أنّ منظر ترحال فلسطينيي غزّة بين أنقاض الشمال والجنوب يُلقي بظلّه، بانتظار "سلامٍ" توقّعه دول كبيرة، لا حريّة فيه ولا سيادة ولا حتّى.. هويّة فلسطينيّة. لا مهرجانات وأهازيج في فلسطين مع وقف الحرب برغمَ أهميّة الأمر بعد سنتين من المعاناة، بل.. ترقّبٌ وصمود.
«ليس فى طاقة إسرائيل أن تحارب العالم». كان ذلك استخلاصا للرئيس الأمريكى دونالد ترامب أبلغه لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى معرض إقناعه بقبول خطة إنهاء الحرب بغزة. العبارة، بوقع كلماتها ورسائلها، تنطوى على نوع من الإقرار بخطورة اتساع الاحتجاجات الشعبية الأوروبية على مستقبل الدولة العبرية ومصيرها.
هناك شبه إجماع على أن وقف النار وتبادل الأسرى بين "حماس" وإسرائيل، هو الجزء الأسهل من الخطة التي تتضمن 20 بنداً. أما تثبيت وقف النار بما يشكل وقفاً تاماً للحرب المستمرة منذ عامين، فذاك هو التحدي الأكبر الذي يواجهه ترامب. وبحسب التجارب السابقة، لا يوجد يقين بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لن ينكث بتعهداته مجدداً ويستأنف العمليات العسكرية، بعد أن يستعيد كل الأسرى الإسرائيليين، الأحياء منهم والقتلى.
"تاريخ الأحداث العظيمة في العالم يتكرر مرتين: المرة الأولى كمأساة، والمرة الثانية كمسخرة". صاحب هذا القول هو المفكر كارل ماركس. هذا ما يمكن استنتاجه من هزيمة حزيران/يونيو عام 1967 في مصر، وخسارة حزب الله لحرب غزة في لبنان في العامين 2023–2024. في الحالتين وقعت مأساة، وفي الحالتين كانت فظيعة.