أيام تاريخية تلك التي نعيشها، كل يوم يمر علينا يترك وراءه علامة جديدة على أن "النظام" العالمي كما "النظام" الإقليمي العربي، انتقل خلال اليوم درجة أو درجات نحو هاوية وفي أحسن الأحوال نحو فوضى أشمل وأوسع مجالاً وأكثر تنوعاً.
أيام تاريخية تلك التي نعيشها، كل يوم يمر علينا يترك وراءه علامة جديدة على أن "النظام" العالمي كما "النظام" الإقليمي العربي، انتقل خلال اليوم درجة أو درجات نحو هاوية وفي أحسن الأحوال نحو فوضى أشمل وأوسع مجالاً وأكثر تنوعاً.
شهدت الحقبة الممتدة من 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 حتى يومنا هذا أحداثاً جساماً في المشرق العربي ومحيطه الإسلامي. شنّت أميركا- عبر الكيان الصهيوني- حرب إبادة على قطاع غزّة. توسّعت الحرب إلى كامل الأراضي الفلسطينيّة المحتلّة وإلى لبنان واليمن وإيران وبعض العراق، وأخذت بُعداً عالميّاً على الصعيدين السياسي والأخلاقي، وغيّرت الكثير من توجّهات الرأي العام العالمي.
باشر الأوروبيون، أمس (الأربعاء) بمناقشة مشروع إقامة جدار لصد المُسيّرات الروسية على طول الحدود الشرقية لدول الإتحاد الأوروبي بكلفة تتراوح بين 7 و10 مليارات يورو من دون أن يكون هناك اتفاق مكتمل حول جدوى هذا المشروع وفاعليته.
بعدما تناولنا في القسم الأول نشأة الصهيونية اليهودية، نتطرق في القسم الثاني من هذه الدراسة إلى الصهيونية المسيحية وأثرها على العقيدة الصهيونية ونشوء "دولة إسرائيل".
في المجتمعات الحديثة، يُفْتَرَض أنّ التعليم والشهادات العليا تمنح الفرد القدرة على الاختيار ورفع مستوى وعيه. إلا أنّ الواقع يكشف المفارقة الآتية: كثيرٌ من المتعلّمين يواصلون الخضوع للنّفوذ الرمزيّ، الانقياد للجماعات القويّة، أو حتى للميليشيات المحلّية، بينما ينجح آخرون في الخروج عن هذه السيطرة وممارسة استقلاليةٍ حقيقيّة. هذه الظاهرة تثير تساؤلاتٍ أنثروبولوجيةً عميقةً حول العلاقة بين المعرفة والسلطة، بين التعليم والحريّة، وبين الفرد والمجتمع. فهل يكفي التراكم المعرفيّ وحده ليحمي العقل من الوقوع تحت سلطة الرّموز والأنماط الاجتماعية؟ أم أن هناك عوامل خفية تتحكّم في الانقياد، حتى بين المتعلّمين الأعلى تأهيلاً؟
لننطلق ممّا جرى الأسبوع الماضي في بيروت، بدءاً من الجدال والإشكال في ما يخصّ "احتفال الصخرة" في الروشة وصولاً إلى خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في ذكرى اغتيال الشهيد السيد حسن نصرالله. كُتبَ الكثير عمّا حدث في الروشة، حتى يخيّل لي أنه سيكتب يوماً ما عن "واقعة الصخرة" في كتاب التاريخ اللبناني في حال شهدنا إنجاز "تحرّره" من "الفيتو السياسي التوافقي" الذي يلازم بشكل مؤذٍ كل نواحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في لبنان.
إن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بشأن وقف الحرب في غزة ليست مبادرة معزولة عمّا يدور من تطورات على الصعيد الدولي بخصوص القضية الفلسطينية، بل جاءت لاحتواء الاعترافات الدولية بدولة فلسطين والانقسام داخل المعسكر الغربي، الذي كان تاريخياً موحداً خلف إسرائيل. كيف؟
كل ما حصل في الأيام القليلة الماضية يشير إلى أن العلاقة بين رئاستي الجمهورية والحكومة في لبنان ليست بخير، وأن الخلاف إذا استمر بينهما يُهدّد بأزمة سياسية عميقة لا سيما داخل السلطة التنفيذية، أي مؤسسة مجلس الوزراء.
حين تُعلن فرنسا عن نفسها كموطن أول لـ"دولة القانون"، فهي لا تكتفي بالحديث عن مؤسسات قضائية وأحكام صادرة بحق رؤسائها، بل تبني صورةً متخيَّلة تُستهلك كرمز جماعي. هذه الصورة أقوى من الوقائع نفسها: القانون هنا لا يُمارس وحسب، بل يُعرض، يُقدَّم كفرجة وطنية، حيث يتحول الرئيس المدان أو الملاحَق إلى بطل في مسرح قضائي جماهيري. وبذلك يصبح السؤال: هل تحاكم فرنسا رؤساءها حقاً، أم أنّها تُعيد إنتاج أسطورة الجمهورية العادلة عبر عرضٍ متواصل؟
إذا نجحت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الساعات المقبلة في فرض تصورها لوقف النار وانهاء حرب غزة، فإن بنيامين نتنياهو سيخرج هذه المرة من البيت الأبيض ليجد أمامه رزمة من التحديات الداخلية، عنوانها الأبرز عجزه عن تحقيق ما يُسمى "النصر المطلق"، ويبقى العنصر الحاسم هو حجم التأثير المتبادل بين اللاعبين، من جانب قدرة الولايات المتحدة على فرض رؤيتها، وحساسية مصالح نتنياهو السياسية ومصالح شركائه الأيديولوجيين وخططهم لمستقبل القطاع. وفي حال قررت واشنطن المضيَّ قدمًا، ستكون لها الكلمة الفاصلة في تحديد مصير المبادرة ومستقبل قطاع غزة.