قد يكون أسهل الخيارات في تفسير ما حدث ويحدث وسيحدث، وخصوصاً عند الجمهور المخاصم لإيران، هو الحديث عن عدم قدرتها على الدخول في مواجهة شاملة مع كيان يقف خلفه الغرب برمته، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لكن نظرة متأنية قد تفتح أبواب تحليل أخرى!
قد يكون أسهل الخيارات في تفسير ما حدث ويحدث وسيحدث، وخصوصاً عند الجمهور المخاصم لإيران، هو الحديث عن عدم قدرتها على الدخول في مواجهة شاملة مع كيان يقف خلفه الغرب برمته، وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، لكن نظرة متأنية قد تفتح أبواب تحليل أخرى!
ليس من باب الصدفة أن يُباغت الوفد الإسرائيلي المشارك في اجتماعات الدوحة، قبل حوالي الأسبوع، رئيس الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، رداً على إصراره بوجوب إبرام تسوية عاجلة، بتذكيره بشكل فج بما صرّحه الرئيس الأميركي جو بايدن على باب طائرته في مطار بن غوريون بعد 11 يوماً من اندلاع حرب "طوفان الأقصى". قال بايدن أن الوقت "حان للسماح لإسرائيل بالذهاب الى النهاية"، أي أن لا سقف زمنياً للعملية الإسرائيلية في غزة.
بعد أكثر من نصف القرن، بدأ جو بايدن ــ يوم الإثنين الماضى فى المؤتمر العام للحزب الديمقراطى بمدينة شيكاغو ــ خطوات الخروج من الحياة السياسة الأمريكية والتى تنتهى رسميا فى منتصف يوم 20 يناير/كانون الثاني المقبل، عندما يشهد على عملية إلقاء القسم من الرئيس الجديد للولايات المتحدة دونالد ترامب أو الرئيسة الجديدة كامالا هاريس.
الأسئلة والتساؤلات ذاتها ما زالت مطروحة، عند جميع المعنيين من أطراف وقوى دولية وإقليمية فيما يتعلق بمسار التطورات والسيناريوهات المحتملة بعد أشهر عشرة ونيف من حرب غزة التى تبدو أنها مفتوحة فى الزمان، ولو أنها حتى الآن محاصرة نسبيا فى المكان.
علّموني أن الحرب العالمية الأولى كانت وراء رسم حدود دول كثيرة في منطقتنا. علّموني أيضاً أن حرباً عالمية ثانية كانت وراء تثبيت هذه الحدود التي رسمتها الحرب العالمية الأولى. استدعى التثبيت أن تقوم منظمة إقليمية تستند إلى شرعيتين، شرعية التميز في الهوية عن الهوية العثمانية وشرعية إرادة القوى الاستعمارية المنسحبة من الإقليم كنتيجة حتمية لحرب عالمية ثانية. بمعنى آخر، كانت الحرب العالمية سبباً وراء رسم خريطة سياسية مختلفة للشرق الأوسط، وكانت حربٌ عالميةٌ أخرى سبباً وراء إقامة جامعة الدول العربية كمنظمة إقليمية ولكن عربية بوظيفة تثبيت الحدود السياسية المقررة للدول أعضاء هذه المنظمة.
أول مواجهة لكامالا هاريس مع أنصار الشعب الفلسطينى، منذ أن أصبحت مرشحة الحزب الديمقراطى، كانت فى تجمع انتخابى فى ولاية ميشيجان فى السابع من أغسطس/آب الجارى. إذ بينما كانت تتحدث إلى آلاف الأشخاص المؤيدين لها، أزعج بعضهم أجواء الحفل هاتفين: «كامالا، كامالا، لا يمكنك الاختباء! لن نصوت لصالح الإبادة الجماعية!». صحيح اعترفت هاريس بحقهم فى التحدث، لكن مع استمرارهم فى الهتاف، فقدت صبرها قائلة: «هل تعلمون ماذا؟ إذا كنتم تريدون فوز دونالد ترامب، فقولوا ذلك.. وإلا، فأنا أتحدث».
تستمر الجهود الهادفة إلى وقف العدوان الإسرائيلي المُدمّر على قطاع غزة، وإذ من المقرر أن تحسم جولة القاهرة التفاوضية، هذا الأسبوع، التعقيدات المختلف عليها بين المقاومة الفلسطينية والإحتلال الإسرائيلي، لتنتقل بعدها جولة التفاوض إلى الدوحة، للتوقيع على النتائج المفترضة، فلا شيء حتى الساعة يُمكن الرهان عليه للقول إن مجالات الأمل فُتحت وبات وقف النار قريباً.
في تونس، وبعد تعيين وزير صهيوني مقرباً من بنيامين نتنياهو في أواسط العقد الثاني من هذا القرن، تأتي محاولة بعض المتصهينين التوانسة المعروفين لأجل فتح فرع لـ"ليكرا" في تونس. حاولوا وفشلوا.. و"ليكرا" هو الاسم المختزل لـ"الرابطة الدولية لمناهضة العنصرية ومعاداة السامية".
على خلفية سوداء، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" على صفحتها الأولى اليوم مقتطفات من مقال لكبير معلقيها ناحوم بارنياع، وهو ينعي المفاوضات، وتضمنت الآتي:
لم يكُن أفق المقايضة بعدم ردّ إيران على اغتيال ضيفها إسماعيل هنيّة على أراضيها كافياً لإبرام صفقة توقف الإبادة الجماعيّة الإسرائيليّة للشعب الفلسطيني على أرض غزة. لماذا؟