
ينطوي الأسبوع الطالباني الرابع خلال أيام قليلة. في الخامس عشر من آب/أغسطس الماضي، دخلت حركة طالبان إلى القصر الرئاسي في كابول بينما كان الرئيس أشرف غاني يتوارى مع أمواله خارج البلاد. الحدث الأفغاني ما زال حمّال أوجه وقراءات.
ينطوي الأسبوع الطالباني الرابع خلال أيام قليلة. في الخامس عشر من آب/أغسطس الماضي، دخلت حركة طالبان إلى القصر الرئاسي في كابول بينما كان الرئيس أشرف غاني يتوارى مع أمواله خارج البلاد. الحدث الأفغاني ما زال حمّال أوجه وقراءات.
ليس من الصواب أن نقارب انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان على أنه فشل ذريع مُنيت به الإدارة الأميركية، وليس من الصواب أيضاً، أن ننظر للولايات المتحدة على أنها الدولة القادرة على فعل أي شيء، فثمة منزلة بين الإثنتين، وإن كانت الكفّة، طبعاً، تميل أكثر نحو الإخفاق.
أخيراً أضيفت الى المجتمعات الإسلامية حكومة دينية أخرى. ذلك ما لا يبعث على السرور أو التفاؤل.
بتوقيت متزامن تدافعت الحوادث قريبا منا وحولنا على نحو يومئ بأوضاع استراتيجية جديدة فى الشرق الأوسط. اتصالات معلنة وغير معلنة بين أطراف إقليمية متنازعة لاكتشاف مواضع الأقدام فوق أرض متحركة ومحاولات حثيثة لخفض التوترات خشية ما قد يحدث غدا، أو بعد غد.
في خطابه الأخير، توقف رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه برّي عند قرار مجلس الامن الرقم 2591 للعام 2021 حول التجديد للقوة الدولية في الجنوب اللبناني، وما تضمنه لجهة تقديم "اليونيفيل" مساعدة للجيش اللبناني، وقال بري "المهم أن نتأكد من مصادر المساعدات لأن أي مساعدة مصدرها "العدو" الإسرائيلي مرفوضة".
"ستعمل بعض القوى على تأجيج الصراع الأفغانى ليطال دول الجوار، لكن موسكو وعت جيداً دروس تجربة عشر سنوات من الغزو السوفييتى لأفغانستان».
لا يزال الانتصار المدوي الذي حققته حركة "طالبان" على الولايات المتحدة مدار نقاش وجدل وانتقادات واسعة للإدارة الامريكية من حلفائها قبل خصومها. هذا النقاش إزداد إشتعالاً مع تفجير مطار كابول وسقوط جنود أميركيين قتلى على مسافة أقل من أسبوع من تاريخ الإنسحاب الأمريكي النهائي.
وحده إقليم بانشير ظلّ بمنأى عن التقدم الكاسح الذي حققته حركة طالبان في الارجاء الافغانية الشاسعة وصولا الى استعادة الحكم في كابول بعد 20 عاما من الاحتلال الاميركي، فهل يعود هذا الوادي الحصين، ايقونة للمقاومة ضد الحركة الاسلامية التي بعثت من جديد، مثلما كان عصياً على السوفيات والانكليزوالفرنسيين الذين تعاقبوا على غزو هذه البلاد؟
لم يكن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان مفاجئا، فالقرار معلن والمفاوضات حوله مع حركة «طالبان» استهلكت وقتا طويلا فى الدوحة منذ ولاية الرئيس السابق «دونالد ترامب» تحت عنوان المصالحة الداخلية وتقاسم السلطة، غير أن كل ما هو مرتب تقوض بأسرع من أى توقع.
الانتصار السريع والمدوي لحركة "طالبان" على فلول الجيش الافغاني بعد الانسحاب الاميركي المثير لخيبة "أصدقاء" واشنطن، أعاد للجماعات والتنظيمات الجهادية الروح التي سلبتها منها الهزيمة النكراء التي اصابت تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) في العراق وسوريا.