كشف "الثنائي الشيعي" أوراقه الرئاسية. ما هو معروف ولكنه غير معلن بات أوضح من الوضوح: سليمان فرنجية مرشحنا لرئاسة الجمهورية. ماذا بعد هذا الإعلان؟
كشف "الثنائي الشيعي" أوراقه الرئاسية. ما هو معروف ولكنه غير معلن بات أوضح من الوضوح: سليمان فرنجية مرشحنا لرئاسة الجمهورية. ماذا بعد هذا الإعلان؟
قيلَ وكُتبَ الكثير عن المساعي الفرنسية للمساعدة في إيجاد المخارج المقبولة لمأزق الانتخابات الرئاسية اللبنانية وآخرها استضافة باريس للقاء خماسي فرنسي - أميركي - سعودي - قطري - مصري، فماذا عن الأجواء التي رافقت هذه الجهود وعن نتائجها؟
يبدو أن الإستحقاق الرئاسي والمشهد اللبناني ككلّ يزداد تعقيدًا، مع اشتداد الأزمات الدولية والإقليمية وعدم وجود بوادر تسويات في أي اتجاه، على الأقل كما يظهر في العلن. ولعل ما سبق ورافق إجتماع باريس الذي إنتهى من دون إصدار بيان رسمي ختامي، يصب في خانة تعقيد الموقف أكثر مما يساهم في فكفكة عناصر التأزيم.
ليس صدفة أن يهتز التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحر، على مسافة أربعين يوماً من إنتهاء ولاية العماد ميشال عون الرئاسية، من جهة، وإنفتاح الآفاق الرئاسية أمام رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جهة ثانية.
بعض اللبنانيين أخذته الشماتة بـ"التيار الوطني الحر" بعد إخفاقه بتعطيل جلسة مجلس الوزراء، الإثنين الفائت، تماماً كما أن بعض اللبنانيين اغتبط وابتهج حين "هج" الرئيس سعد الحريري من الواقع السياسي الأسود الذي يطغى على لبنان، ولا يمكن إحصاء حالات مماثلة يكيد فيها بعض اللبنانيين لبعضهم الآخر بإظهار الفرحة والمسرّة إذا ضربت الفاجعة أو البليّة فريقاً يخاصم ذاك أو لا يسير على صراطه.
عنوان هذه المقالة لا يأتي من فراغ. الوقائع السياسية تتزاحم. الهواجس كثيرة والتوقيت دقيق وحساس.
في مقالتين سابقتين، واحدة (29ـ 10ـ2020) بعنوان "شارل مالك قال ذلك للبنانيين عام 1949" وثانية (23 ـ 6 ـ 2022) بعنوان "كميل شمعون.. عندما ذهب بعيداً في عروبته"، جرت ملاحقة المواقف السياسية للرجلين ومناقضة نهاياتها مع بداياتها. في هذه المقالة، استعرض موقف رمز سياسي ثالث كان له دور سياسي فاعل وغزير التأثير في صناعة وتشكيل السياسة المحلية، هو الشيخ بيار الجميل مؤسس حزب "الكتائب" اللبنانية.
مرت إحتفالية الطائف في لبنان بهدوء. ما كان مرسوماً لها سعودياً أنجز بنسبة كبيرة، بإستثناء الثغرة التي تسبب بها غياب الرئيس حسين الحسيني، بسبب أوضاع صحية مُدعاة، لكن قرار السعودية المفاجىء بـ"الإحتفال" بإتفاق الطائف لمناسبة عامه الثالث والثلاثين، في قصر الأونيسكو يستوجب مراجعة ولو أنها سريعة.
كيف تبدو صورة المشهد الرئاسي اللبناني من زاوية المنظار الفرنسي ـ الأوروبي ـ الفاتيكاني المتابع للمستجدات الداخلية والمواكب للمتغيرات الدولية والإقليمية؟
مع كل استحقاق رئاسي، يتجادل اللبنانيون حول من يملك القرار في انتخاب رئيس الجمهورية، بعضهم يذهب إلى حصر الخيار الرئاسي بالعوامل الخارجية، هذه القراءة تخالف ما يذهب إليه المغالون، وتتوقف عند نماذج انتخابية امتلك فيها أهل الداخل قوة الحسم في اختيار الرئيس.