
قنوات الحوار والتفاوض مفتوحة في المنطقة وثمة وسطاء يتحركون على أكثر من خط. المسألة فقط مسألة توقيت وإخراج، ولن يطول الوقت حتى تظهر النتائج إلى العلن.
قنوات الحوار والتفاوض مفتوحة في المنطقة وثمة وسطاء يتحركون على أكثر من خط. المسألة فقط مسألة توقيت وإخراج، ولن يطول الوقت حتى تظهر النتائج إلى العلن.
زيارات مكوكية لوفد روسي رفيع بين دمشق والقامشلي بدأت قبل ثلاثة أيام بحثا عن مخرج يوقف العملية العسكرية التركية ويقطع الطريق على توغلها حتى الحدود المعلنة من قبل انقرة بثلاثين أو اربعين كيلومترا، هذه الزيارات انتهت باتفاق على مفاوضات مباشرة بين الحكومة والاكراد برعاية روسيا بدأت اليوم السبت في العاصمة السورية.
شكل توقيع إتفاقية أضنة في 20 تشرين الأول/ أكتوبر من العام 1998 بين سوريا وتركيا نهاية حقبة من التوتر الشديد الذي ساد بين البلدين خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وكاد أن يتدحرج إلى حرب، قبل أن تنجح وساطة عربية - إقليمية تولتها حينها كل من جامعة الدول العربية، ومصر، وإيران في لجم التوتر، والتوصل إلى حل سياسي نتج عنه التوقيع على الإتفاقية في مدينة أضنة التركية.
مع انطلاق أولى المقاتلات التركية في مهمة التمهيد الناري للعملية العسكرية التي اسماها رجب طيب اردوغان "نبع السلام"، تكون منطقة شمال سوريا قد دخلت منعطفاً جديدة في بقعة شديدة الحساسية، حيث تتقاطع أجندات إقليمية ودولية متناقضة، ما ينذر بتعقيدات جديدة في المشهد السوري.
اتفاق على الهدف واختلاف في الأسلوب. ضمن هذه الثنائية يقارب الأتراك، موالاةً ومعارضةً، العملية العسكرية في الشمال السوري، فيما يبقى الترقب سيد الموقف عند الجميع، خصوصاً حين يتعلق الأمر بالاستثمار السياسي لما يجري عند الحدود في المشهد التركي الداخلي.
انطلقت العملية العسكرية التركية في شرق الفرات السوري بعد تسعة أيام على المهلة التي حددتها أنقرة لحليفها الأميركي كي يفتح الطريق امامها أو يراجع سياسته هناك، فاختار الطريق الأول.
بإعلان تركيا عن اكتمال الاستعدادات للعملية العسكرية في شمال سوريا، غداة حصولها على ضوء أخضر أميركي، تتأكد مجدداً حقيقة أن منطقة شرق الفرات ستكون الميدان الأخير لتحديد المشهد الإقليمي والدولي، ففيها تتداخل العوامل الأميركية والروسية والتركية والإيرانية، وقد أضيف إليها أخيراً العامل الإسرائيلي، ما يرفع مستوى المخاطر على وجود الدولة السورية، وينذر بتصعيد في المواجهة الإقليمية والدولية على الأرض السورية.
منذ مطلع القرن الماضي، يسعى الأكراد، ليس في الشرق الأوسط وحسب بل في العالم بأسره من أجل قيام دولة كردية، أسوة بدول كثيرة في العالم نشأت على أساس قومي، ولكن الوهم الذي تعاظم غداة ما يسمى "الربيع العربي" سرعان ما تهاوى لأسباب دولية وإقليمية.
قبل أيام، أعلن رجب طيب أردوغان أن الهجوم على شمال سوريا قد يبدأ في أيّ وقت. يرى الرئيس التركي أن الفرصة قد تكون مؤاتية لتحقيق هدف من عمر الصراع في سوريا، وهو إقامة "منطقة آمنة" في الشمال السوري، للقضاء على الخطر الذي يمثله أكراد سوريا على الأمن القومي التركي. ومع ذلك، فإنّ إعلان أردوغان يبقى موضع شكوك، خصوصاً في غياب الضوء الأخضر الأميركي لتوغل القوات التركية في شمال سوريا، والطبيعة المعقد للعلاقات بين تركيا ولاعبين آخرين على الساحة السورية، ابرزهم روسيا، فضلاً عن المخاطر الداخلية التي يمكن أن تتهدد النظام التركي المحاصر بالضغوط الاقتصادية، وأزمة اللاجئين، والمعارضة المتربصة لأيّ خطأ. في هذه المقابلة، يرصد الخبير الروسي دنيس كوركودينوف العوامل الدافعة والكابحة للهجوم التركي المحتمل، والتداعيات المترتبة عليه.
لمناسبة الذكرى الرابعة لبدء العملية العسكرية الروسية لمكافحة الإرهاب في سوريا، نشرت صحيفة "كومرسانت" تقريراً مفصّلاً عن المكاسب التي حققتها روسيا والخسائر التي تكبدتها.