
قالت: "صحيح يا أستاذي، لقد كتبت بالفعل عن الميادين". سألت: "ومتى كان"؟ أجابت: "كتبت في أيلول/سبتمبر من العام الماضي". أثارت الإجابة في نفسي فضولا. عدت أسألها: "لماذا هذا الحنين المتجدد إلى الميادين". ولأسألها أيضا ولنفسي، "ولماذا في سبتمبر"؟
قالت: "صحيح يا أستاذي، لقد كتبت بالفعل عن الميادين". سألت: "ومتى كان"؟ أجابت: "كتبت في أيلول/سبتمبر من العام الماضي". أثارت الإجابة في نفسي فضولا. عدت أسألها: "لماذا هذا الحنين المتجدد إلى الميادين". ولأسألها أيضا ولنفسي، "ولماذا في سبتمبر"؟
ليست هذه الصفحات سيرة حياة، وإن كانت بعضها. كذلك، هي لا تطمح لأن تكون تأريخاً للصحافة في لبنان، وإن كانت تصبّ في سياقها العام. إنها بعضٌ من حكاية فتى لم يكن يملك أن يختار قدره، لكنه استطاع أن يصمد في امتحان الجدارة. هي خطوات على الطريق إلى الصحافة التي تكون شهادة للوطن بقدر ما تكون شهادة على نظامه الفاسد المُفسد.
لطالما شكّل السلاح في لبنان محورًا مركزيًا للصراع السياسي والاجتماعي منذ منتصف القرن العشرين، فوجود السلاح خارج سلطة الدولة لم يكن مجرد استثناء بل أصبح قاعدة. هذه الدينامية تُهدّد بإعادة إنتاج الانقسامات الطائفية والسياسية وفتح الطريق أمام تدخلات خارجية متكررة.
منذ أن نشأت فكرة قيام "وطن قومي" ليهود العالم، في الربع الأخير من القرن التاسع عشر، بدأت تُطرح أفكارٌ عن شكل نظام ذلك "الوطن"، والأسُس التي سيقوم عليها. وحينما رسا الأمر على أن تكون فلسطين أرض ذلك "الوطن"، احتدم النقاش أكثر، وانقسم اليهود إلى معسكرين: توراتي عقائدي وآخر علماني. وكانت الغلبة للمعسكر "العلماني"، الذي تزعمه مؤسس الكيان، وأول رئيس لحكومته، ديفيد بن غوريون.
لماذا كل هذه الجلبة التي رافقت نشر محضر صوتي للزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر بينما كان مجتمعاً بالزعيم الليبي الراحل معمر القذافي في الرابع من آب/أغسطس عام 1970؟ أي قبل أقل من شهرين على رحيل الأول.
من هو العربى؟.. سؤال وجهه أحد المراسلين الأجانب لجمال عبد الناصر فى أوج ازدهار موجة القومية العربية. ففكر قليلا ثم قال: من كانت لغته الأم هى العربية. قال المراسل الأجنبى: إنه رد جيد يكاد يكون التعريف الوحيد للعرب، فلا شىء يجمع العرب سوى تلك اللغة العجيبة التى استطاعت أن تصهر عرقيات مختلفة فى قالب ثقافى واحد.
نغتال التاريخ عندما نُجمّد أنفسنا في الماضي، فنعجز عن تجاوزه. نغتال التاريخ عندما نعتبر أن ليس فيه إلا مسار واحد. نُنصف التاريخ عندما ننظر إليه وفي نظرنا أن له عدة مسارات.
قبل بدء حرب الإبادة ضدّ لبنان كنت قد عثرت على ورقة بين أوراقي المبعثرة وراء صفّ من الكتب العتيقة في مكتبتي غير المتناسقة، وأنا أعيد بعض ما استعرته منها لأغراض المراجعة والتدقيق. ابتسمت وأنا أقرأ بعض تدويناتي عن تشي جيفارا، وكأنه نور سحيق أفلت من قبضة زمن مختلف.
فى اللحظة الحرجة الحالية تكاد مصر أن ترفع رأسها من جديد وتستعيد ذاكرتها التاريخية كدولة لها دور محورى فى حسابات محيطها وعالمها.
للتراث علاقة قديمة وعضويّة بحضارة الطعام. حضارةٌ نجدها في الكثير من العادات التي تتمحور حول أطباق معيّنة وفي مناسبات معيّنة. نجدها أيضاً في بعض الأمثال والأقوال الشعبيّة التي نُردّدها. لذلك عندما نتجاهلها (وأنا أقصد الجوانب الإيجابية في علاقة الطعام بالتراث) نفقد جزءاً مهمّاً من هويّتنا ولغتنا وسيكولوجيّتنا (نستبدلها بأخرى لا نفقه فيها أو عنها شيئاً).