
كانت الجامعات الإيرانية، التي يُفترض أنها صروح للعلم، مسرحًا لاشتعال شرارة ثورة عارمة ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي. لم تكن قاعاتها مجرد أماكن للتحصيل العلمي، بل تحولت إلى معاقل حقيقية للمعارضة، متحديةً قبضة الشاه الحديدية.
كانت الجامعات الإيرانية، التي يُفترض أنها صروح للعلم، مسرحًا لاشتعال شرارة ثورة عارمة ضد حكم الشاه محمد رضا بهلوي. لم تكن قاعاتها مجرد أماكن للتحصيل العلمي، بل تحولت إلى معاقل حقيقية للمعارضة، متحديةً قبضة الشاه الحديدية.
في واحدة من المفارقات الغريبة في التاريخ السياسي المعاصر، تقصف إيران اليوم الكيبوتسات الإسرائيلية نفسها التي امتدحها جلال آل أحمد، المفكر الإيراني الذي وضع الأسس النظرية لمقاومة "الغربزدكية" أو "غربزدگی" (نزعة التغريب) ومقاومة الهيمنة الثقافية الغربية في مطلع ستينيات القرن المنصرم. هذا التناقض بين الماضي والحاضر يكشف عن تعقيدات عميقة في تطور الفكر السياسي الإيراني عبر أكثر من نصف قرن من الزمن.
فجأة إنتقلت إيران من الموقع الأميركي إلى الموقع النقيض. حصل ذلك في الحادي عشر من شباط/فبراير 1979. أسقط الثوار الإيرانيون الشاه محمد رضا بهلوي وأمسكوا بزمام السلطة لكن بلا خبرات في إدارة الحكم، داخلياً وخارجياً، ولا في كيفية الحفاظ على مصالح إيران الوطنية.
منذ أن أُعلن نظرياً عن اتفاق وقف النار بين لبنان و"إسرائيل" في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر 2024، حتى يومنا هذا، تتردد فكرة المقارنة بين ما أعقب الغزو "الإسرائيلي" للبنان في العام 1982، وما نشهده في هذه الأيام، ولا سيما عندما يجري الحديث عن مسار أمني - ديبلوماسي يفضي إلى التطبيع بين لبنان و"إسرائيل".
تعيش المنطقة راهناً تطورات تاريخية بدءاً من "الشرق الأوسط الجديد" الذي بشّر به رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو وانتهاءً بالتكهنات التي تتحدث عن مآلات الخطط والبرامج التي يُريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بلوغها قبل انتهاء المائة يوم الأولی من عمر ولايته الثانية والأخيرة.
ثمّة اتفاق على أن جوهر الجيوسياسة أو الجيوبوليتيكا هو تحليل العلاقات السياسيّة الدولية، في ضوء الأوضاع الجغرافية وتركيبتها. ولذلك، فإنّ الآراء الجيوسياسية تختلف باختلاف الأوضاع الجغرافية التي تتغيّر بتغيّر ما يُبدع الإنسان من تقنيّات، وما ينطوي عليه ذلك من مفاهيم وقوى جديدة تُفسح مزيداً من التصرف بالأرض.
أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، يوم السبت الماضي، أن بلاده لا تسعى ولا تُخطّط لامتلاك السلاح النووي "لأن المرشد السيد علي خامنئي أفتى بتحريم ذلك". يأتي كلام رئيسي غداة سلسلة من التصريحات الإيرانية التي دعت إلى مراجعة العقيدة النووية الإيرانية، رداً على الضربة الإسرائيلية للبعثة الإيرانية في دمشق. الكاتبة المتخصصة في البرنامج النووي الإيراني، سينا آزودي (*)، لخّصت هذا المشهد في تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" تضمن الآتي:
متثاقلةً خطت مهسا أميني أمام كاميرات المراقبة المثبّتة في قاعة مركز الشرطة. مشت لأمتار قليلة ثم سقطت. كان وقع سقوط العشرينية الإيرانية القادمة من كردستان إيران بحجم نيزك ضرب البلاد، لكنه لم يكن نيزكًا غير متوقع.