SlideShow Archives - Page 171 of 300 - 180Post

سلايدر-4.jpg

وصف الزميلة شيرين أبو عاقلة بـ"الشهيدة" لقب تستحقه بجدارة، لأنها خاضت معركتها مع العدو، وكشفت وجهه البشع، لكن وحتى لا يذهب دم الزميلة هدراً، لا بد أن نسأل: كلٌ منا يقاتل لمشروعه الوطني في إطار مؤسسته، ومؤسسته تقوم بتجيير الأرباح لصالح مشروع سياسي تعمل لأجله، فلمصلحة مَنْ تم تجيير دم الزميلة أبو عاقلة؟

شيرين-ابوعاقلة.jpeg

في 20 حزيران/ يونيو 1979، قتلت قوات دكتاتور نيكاراغوا السابق إنستازيو سوموزا مراسل محطة “أيه بي سي” (ABC) الأميركية الصحافي بيل  ستيوارت على حاجز عسكري شرق العاصمة ماناغوا حيث كان يغطي، بمعية مصور ومهندس صوت، اشتباكات كانت تدور بين قوات حكومة سوموزا وثوار الساندنيستا.
تقدم ستيورات من حاجز عسكري وبقي زملاؤه في الخلف. أبرز للجنود بطاقته الصحافية وتصريحاً من السلطات لإجراء مقابلة، فطلبوا منه أن يجثو على ركبتيه، ففعل وظلَّ رافعاً يديه. ثم طلب منه الجنود أن ينبطح على الأرض. وعندما فعل، جاء أحدهم وركله في جنبه ثم أطلق النار على رأسه.. هكذا فحسب.

لقد صوّر زميلاه في الخلف وقائع موت زميلهم، وقاموا بتهريب الفيلم والصور إلى نيويورك، حيث بثتها محطات تلفزيونية هي ABC وNBC وCBS. ملايين الأميركيين ومثلهم آخرون في جميع أنحاء العالم شاهدوا عملية قتل ستيوارت على مدى ثلاثة أيام. وقامت جميع شبكات التلفزة الأميركية بالإحتجاج على عملية القتل بسحب مراسليها من نيكاراغوا، ماعدا شبكة CBS التي أبقت مراسلاً لمتابعة التطورات.
بدوره، أصدر الرئيس الأميركي آنذاك جيمي كارتر بياناً وصف فيه مقتل ستيوارت بأنه “عمل همجي تدينه كل الشعوب المتحضرة”. الأهم من هذا أن مقتل ستيوارت شكَّل نقطة التحول في الموقف الأميركي حيال نظام سوموزا، حيث انهار هذا النظام بشكل دراماتيكي في أقل من شهر بعد مقتل ستيوارت.

قتل شيرين أبو عاقلة يُذكر العالم بقتل الصحافي الأميركي بيل ستيوارت في نيكارغوا قبل 43 عاماً.. فاشيون يحصون أيامهم الأخيرة

 الاحتلال يحصي أيامه الأخيرة

لقد قُتلت شيرين أبو عاقلة برصاص قناص مثلما أظهرت المشاهد التي صورها زملاؤها من الصحافيين. قناص يستخدم منظاراً مكبراً دقيقاً يظهر الأهداف بكل وضوح. وعليه، فإن موتها هذا ليس بفعل رصاصة طائشة (مثلما كان بن غوريون والصحافة الإسرائيلية يصفون جرائم أرييل شارون بأنها أعمال طائشة وليست تكليفاً رسمياً من قيادة الجيش). فلا يمكن تصديق أي من أكاذيب ماكينة الدعاية الصهيونية التي ستبرر جريمة اغتيال شيرين.
عدا أن اغتيال زميلتنا العزيزة يعني أمراً موكداً: عندما يتم استهداف الصحافيين بهذه الطرق الفجة في الاغتيال فهذا معناه أن الهستيريا بلغت ذروتها لدى قاتليها، وأنهم يعيشون تحت وطأة الإحساس الثقيل بأنهم يحصون الأيام قبل النهاية الحتمية، تماماً مثلما كان الأمر مع نظام سوموزا ومقتل الصحافي الأميركي بيل ستيوارت، شهوراً أم سنوات، دولة الاحتلال تُحصي أيامها الأخيرة.

إصرار الإدارة الأميركية على ممارسة دور الشريك والحامي لأبغض احتلال عرفه العالم، يضاهي جعجعتها التاريخية حول حرية الصحافة

امتحان للإدارة الأميركية

كما أن قتل شيرين أبو عاقلة بقدر ما هو امتحان مُتجدد للإعلام الغربي، ونُخب المثقفين والمؤسسات الإعلامية والأكاديمية على حد سواء (التي بلعت ألسنتها على مقتل راشيل كوري بالفجاجة نفسها أسفل عجلات “بلدوزر”، وسكتت عن مقتل الطفل محمد الدرة بـ 45 رصاصة ثقبت جسده الصغير)، فهو امتحان للإدارة الأميركية.. يتعين أن نرى الآن ويرى العالم، إن كانت ردَّة فعل هذه الإدارة ستُضاهي ردَّة فعل إدارة الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر على مقتل بيل ستيوارت قبل 43 عاماً، وتضاهي جعجعتها التاريخية حول حرية الصحافة في العالم ووجوب حماية الصحافيين، أم أن هذه الإدارة ستُصر على ممارسة الدور التاريخي للولايات المتحدة، أي دور الشريك والحامي لأبغض احتلال عرفه العالم طوال القرن العشرين وحتى الآن.

“راك كاه”

لن يُحاسب القناص الذي قتل شيرين. ولن يُحاسب أي جندي أو ضابط. ولن يصدر أي بيان اعتذار. ولن يتم إجراء أي تحقيق. وسيظهر المتحدثون باسم جيش الإحتلال ليسردوا الأكاذيب كالمُعتاد. سيكون بالنسبة للصهاينة كما كان دائماً، فلسطيني/ة آخر يُضاف إلى قائمة القتلى.
لقد كان شعار عصابة “آرغون” الصهيونية المسؤولة عن إرهاب الثلاثينيات في فلسطين، والتي عُرفت أيضاً باسم “ايتزل”،  عبارة عن خريطة لفلسطين والأردن، وعليها يدٌ ترفع بندقية أسفلها كلمات بالعبرية تقول: “راك كاه”، أي: “هكذا وحسب”. أي بالبندقية فقط. منذ ذلك الحين وحتى اليوم، لم يكن قتل الفلسطينيين أكثر بساطة للإسرائيليين من أي شيء.. هكذا وحسب.

-شهادة زميلها وليد العمري:
https://www.youtube.com/watch?v=kO3WaHadBxw

-أفلام من هوليوود وثقت مقتل بيل ستيوارت

-فيلم أيام الغضب Days of Fury
https://archive.org/details/days-of-fury-1979
-فيلم “تحت القصف Under Fire:
https://www.allmovie.com/movie/under-fire-v51711

الاصلية.jpg

غادرت شيرين أبو عاقلة الحياةَ شهيدةً في صباحٍ فلسطيني هادئ في مخيم جنين. وجّه الرصاصة نحوها جنديٌ من جيش الاحتلال الإسرائيلي بينما كانت ترتدي خوذة وسترة واقيتين من الرصاص. ومن ملابسات الحادثة، يبدو أنّ العمل الإجرامي كان مُدبّراً بواسطة عملية قنص، قيل إنّ الرصاصة أصابت الرأس مباشرةً.

nuclearbutton3_pete_kreiner.png

"سوف لن تكون نهاية الدنيا إذا ما تم الإعلان عن إنهيار مفاوضات فيينا النووية؛ وسوف لن نموت بسببها. إنها لعبة الكّر والفرّ مع واشنطن التي بدأت منذ 42 عاماً وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا"، يقول مسؤول إيراني كبير.

2019-04-30T051323Z_566869041_RC1E88C38520_RTRMADP_3_EMEA-REUTERS-RANKING-INNOVATIVE-UNIVERSITIES.jpg

هل يمكن فصل الأستاذ الجامعي عن البيئة الاجتماعيّة والسياسيّة والإقتصاديّة التي تحتضنه؟ بعبارة أخرى، عندما يستخدم الأستاذ الجامعي شبكة العلاقات التي تؤمّنها له البيئة الجامعية التي ينتمي إليها من أجل أن يُنتج فكراً ويُحصّل مالاً وشهرة ومنظومة علاقات، هل يمكنه أن ينفض يديه، في لحظة ما، من بيئة توفّر له معظم ما يريده؟

دفاعًا-عن-ثورة-25-يناير-min-780x405-1.jpg

بدت الرسالة السياسية، التى أطلقها «يوسف ندا» مفوض السياسة الخارجية السابق للتنظيم الدولى لـ«الإخوان المسلمين»، مثيرة بتوقيتها وسياقها للتساؤل عما يريده بالضبط من طلب الحوار مع «رأس السلطة فى مصر»!

Italy_Tomaso_Marcolla_No_through_road.jpg

روسيا تصمد إقتصادياً وتتعثر ميدانياً. تلك هي المفارقة الكبرى في الحرب الأوكرانية. وكان هذا أحد العوامل الحاسمة التي جعلت القوى الغربية تسارع إلى إحداث نقلة نوعية في إمدادات الأسلحة لكييف والتحول عن "عقيدة الجافلين" إلى مدافع "الهاوتزر".

Shmidt-Alexander-23.jpg
منى فرحمنى فرح08/05/2022

بعد الحرب الروسية الأوكرانية، تصاعد التوتر بين روسيا والغرب إلى مستوى لم يحصل حتى أثناء أزمة الصواريخ الكوبية. لقد تجاوز القادة؛ على جانبي الصراع؛ سلسلة من الخطوط التي لا يمكن حلَّها بسهولة. وباتت حربٌ باردة جديدة تلوح في الأفق. "حربٌ قد تكون أقل عالمية من نظيرتها التي شهدها القرن العشرين ولكن أقل توازناً ولا يمكن التنبؤ بها"، بحسب إيان بريمر، رئيس ومؤسس "مجموعة أوراسيا"(*).

طوالية.jpg

من المفترض أنّنا دخلنا في لبنان، منذ الساعة صفر من صباح الخميس الماضي، في ما يُسمّى "الصمت الانتخابي". صمت، سيكون متقطّعاً. يعود ويغيب تبعاً للأيّام المقرّرة لعمليّات الاقتراع، في الداخل اللبناني وخارجه. صمت، تمنّى لبنانيّون كُثُر أن يكون صمتاً أبديّاً لبعض المرشّحين (لمعظمهم؟).