
تبدت فى محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقى «مصطفى الكاظمى»، بالأجواء التى أحاطتها والطريقة التى جرت بها، صراعات على القوة والنفوذ وتفلتات سلاح قد تأخذ مداها إلى مواجهات دموية محتملة لا يمكن تجنب عواقبها الوخيمة.
تبدت فى محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقى «مصطفى الكاظمى»، بالأجواء التى أحاطتها والطريقة التى جرت بها، صراعات على القوة والنفوذ وتفلتات سلاح قد تأخذ مداها إلى مواجهات دموية محتملة لا يمكن تجنب عواقبها الوخيمة.
تفتح الإنتخابات العراقية العين على مروحة واسعةً من القضايا، لا سيما وأن الساحة العراقية تعكس بامتياز تناقضات المنطقة وتقاطعاتها مثلما تنسحب معطياتها على غيرها من الساحات المجاورة.
منذ الإحتلال الأميركي للعراق عام 2003، وإنبثاق سلطة عراقية جديدة تحكم بلاد ما بين النهرين بأمرة "الأنكل سام"، صار العراق ساحة صراع دولي ـ إقليمي وتنازع طائفي وقومي. كل محاولات تحييد العراق باءت بالفشل، فهل ما يقوم به رئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي سيصطدم بالعقبات إياها التي أدت إلى إخفاق من سبقوه؟
كانت هجمات الحادى عشر من سبتمبر/أيلول، قبل عشرين سنة بالضبط، نقطة تحول مفصلية فى المنطقة، كل شىء اختلف بعدها، السياسات والمصالح والحسابات والنظم والتوازنات الإقليمية.
إذا كانت المياه عصب الحياة ويستحيل العيش من دونها، فإنها في الوقت نفسه، وبسبب ندرة توفرها والحاجة إليها، أصبحت مصدراً للنزاعات والحروب، واستخدمت كأداة نفوذ وإملاء إرادات على مرّ التاريخ.
نكأت وفاة وزير الدفاع الأمريكى الأسبق دونالد رامسفيلد الجراح الدفينة والماثلة فى المأساة العراقية المعاصرة. كان هو الرجل الذى قاد الحرب على ذلك البلد العربى الجوهرى، التى أفضت تداعياتها إلى تراجع الموازين السياسية والاستراتيجية للعالم العربى بصورة فادحة ومأساوية.
ثمة معضلة تاريخية رافقت الممارسة السياسية بأطيافها وأجناسها المختلفة بمعزل عن الزمان والمكان وعقيدة السلطة وفكرها، تلك المعضلة تتمثل بمزج العاطفة بالسياسة، وإلى حدود يغدو الفصل بين الأولى كقوة انفعال وبين الثانية كقوة فعل أمراً صعب المنال.
إذا كان لجردة حسابية مع "الشيعية السياسية" أن تقول أشياء كثيرة في لبنان وأشياء أكثر عن دور حزب الله الممتد من زمن البوسنة والهرسك إلى زمن الحوثيين في اليمن، فإن هذا ذاته جعل "الشيعية السياسية" نفسها تأخذ حيزاً هاماً من الإهتمام عند كثرة من الدول العربية. إهتمام ينهض على خوفٍ منها، إزداد منسوبه بعد سقوط صدام حسين "حارس البوابة الشرقية" للخليج.
لا تبدو العلاقة مع حزب الله اللبناني في المغرب العربي مركبة جداً؛ إنّها تنحو إلى قدرٍ من التبسيط طالما فهمنا سرّ وقوع الناس في هذه الرقعة الجغرافيّة في حب القوي ما لم تتّضح لهم هوامش الإفتئات بالقوّة على الضعفاء، وفي أسوأ الحالات طرّا؛ تتمثّل الساكنة في تلك البلاد بنصيحة قالها ميكافيلي العرب أبو بكر بن عمّار للمعتمد بن عبّاد قبل سقوط الأندلس في يد المرابطين المغاربة: "عدوّ قويّ خير للحاكم وأجدى نفعاً من صديقٍ ضعيف".
مع رحيل عبد الحليم خدام، نائب الرئيس السوري السابق والذي تحوَّل معه لبنان إلى "ملف" على طاولة القيادة السورية، تُسدلُ الستارة على آخر فصل من حكاية تركيبة ثلاثية سلمها الأسد الأب إدارة لبنان، خدام - حكمت الشهابي - غازي كنعان، في الوقت الذي يقاوم فيه حلفاؤهم اللبنانيون إعادة تصحيح المعادلات التي فرضها ونفّذها هذا الثلاثي بعد 13 تشرين الأول/اكتوبر 1990.ر