من تل أبيب إلى واشنطن مرورًا بطهران، تشي لعبة الأواني المستطرقة أن المتشددين يتحدثون بلغة واحدة تفضي إلى نتيجة واحدة: إقفال المسار التفاوضي للملف النووي وجعل الخيار العسكري مجددًا هو الخيار الأرجح.
من تل أبيب إلى واشنطن مرورًا بطهران، تشي لعبة الأواني المستطرقة أن المتشددين يتحدثون بلغة واحدة تفضي إلى نتيجة واحدة: إقفال المسار التفاوضي للملف النووي وجعل الخيار العسكري مجددًا هو الخيار الأرجح.
ليستْ مسألةُ مُنتحِلِ الصِفةِ “السُعوديَّة” استثنائيَّةً في لبنان. مَنْ يَرَها على هذا النحْوِ يقعْ في فخَّ السذاجةِ. الاستثناءُ لا يتحقَّقُ واقعياً إلَّا عندَ خروجٍ أمرٍ ما على المألوف. هذه قاعدةٌ في كلِّ العلومِ لا في علمِ السياسةِ والقانونِ فحسْبُ. لا نُعْـنى هنا بالأسماءِ. سنبقى نثِقُ بالقضاءِ برغمَ كلِّ الانهيارِ. الإجاباتُ ما زالت منتظَرَة منه.
قبل أعوام كثيرة، زرت ألمانيا للمرة الأولى ولم تكُن لي معرفةٌ باللغة الأم، كما لم ألتقط على مدار أيام خمسة مُزدحمة بالفعاليات واللقاءات سوى كلمةٍ واحدة : آوِس جانج؛ أيّ المَخرَج. كانت هذه الكلمةُ بالنسبة لي مفتاحًا سحريًا للنجاة من شبكة قطار الأنفاق، ومن كلّ مكان لا أعرف أوَّله من آخره وأتوه بين أروقته. مرَّت السَّنوات وزُرت مُدنًا ألمانية مُتعدّدة، وكوَّنت علاقة أليفة مع وقع الكلام وموسيقاه، استوعبت المقاطع أكثر فأكثر ولم أعد أحتاج لمَنجَى.
تعد منطقة الشرق الأوسط في هذه الآونة مسرحاً لواحد من أخطر فصول الترقب العسكري والسياسي في التاريخ الحديث، حيث تتداخل لغة الأرقام الفلكية مع طموحات البقاء السياسي لترسم ملامح مواجهة قد تغير وجه الإقليم في العام 2026، فالمؤشرات القادمة من تل أبيب وطهران لا تتحدث فقط عن مناورات روتينية، بل تشير إلى استنفاد كافة الخيارات الدبلوماسية والبدء في وضع اللمسات الأخيرة لصدام يبدو أنه بات حتمياً في نظر صنّاع القرار.