لبنانُ وإشاراتُ الحوارِ البابوية.. من يَتلقّفها؟

06/12/2025 بسّام ضوبسّام ضو
كانتِ الدعوةُ إلى الحوارِ قِوامَ ثُلُثَيْ كلمةِ البابا “لاوون الرابعَ عَشَرَ” خلال زيارتِهِ لبنان. لم يُعْلنْ ترتيبَ مَنْ يدعُوهمْ. هو ليس مُلْزَماً بذلك. وليس الخِطابُ المُباشِرُ منْ تقاليدِ الباباواتِ ما خلا الخُطَبَ الكَهْنوتِيَّةَ – الدينيَّةَ المَحضةَ. لكنْ ما من خِطابٍ إلَّا وهْو موضوعُ تفكيكٍ وَفقاً لِمُصطلحِ “فوكو”. التفكيكُ ضرورةٌ عقلانيَّةٌ وسياسيَّةٌ لاكتشافِ سِياقاتِ المَعنى وسَبْرِ أغوارِهِ. الحِوارُ لازِمةٌ ثابِتةٌ في لغةِ الفاتيكان منذ مرورِ البابا “بولس السادسِ” في مَحَطَّةٍ عابرةٍ، في مطار بيروت قبل ستةِ عقودٍ، إلى “يوحنَّا بولس الثاني”، إلى “بنديكتوس السادس عشر”، إلى “لاوون الرابعَ عشر”.

المُنطلَق

طالع الرَّجلُ شاشةَ مَحموله لحظات تلقى خلالها بعض الأخبار، ولم يلبث أن افتتح نقاشًا مع جلسائه حول الإجراءات العقابية المُتخذة تجاه بلوجر شهير، ثم اتسع الكلام ليطال الضوابطَ الرقابية الحاكمة لدراما شهر رمضان.

هكذا أصبحت الصين حاجة لـ”سوريا الأميركية”

استخدمت الصين حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن نحو ثماني مرات ضد مشاريع قرارات مرتبطة بالأزمة السورية (2011 – 2024)، مستندة إلى مبررات مبدئية تتعلق بصون السيادة السورية والحفاظ على الاستقرار الإقليمي. وبرغم هذا الاستخدام المتكرر للفيتو، بقيت بكين حريصة على عدم الانخراط المباشر في دعم نظام بشار الأسد، مُفضِّلة التمسك بخيار الحل السياسي القائم على الحوار بين جميع الأطراف السورية. مع ذلك، فإن ما اعتبر دعماً صينياً دبلوماسياً واسعا للأسد، لم يشكّل عائقاً أمام مقاربة النظام السوري الجديد برئاسة أحمد الشرع للعلاقات الصينية السورية. لذا، أوفد وزير خارجيته أسعد الشيباني إلى بكين، مؤخراً.

من حقل كورمور إلى الجنوب اللّبناني.. خيطٌ واحدٌ لصراعٍ أوسع

أصبح استهداف منشآت الطّاقة في الشّرق الأوسط اليوم أداةً رئيسيّةً في الصّراع الجيوسياسيّ بين المحاور المتنافسة، ومن هذا المنطلق يثير الهجوم على حقل كورمور للغاز في إقليم كردستان العراق، المنسوب غالباً إلى إيران، سؤالاً عن صلته بما يواجهه حزب الله في جنوب لبنان مع إسرائيل؛ فرغم أنّ هذا الربط يبدو للوهلة الأولى متكلّفاً أو بعيداً، فإن التمعّن في طريقة عمل ما يُسَمَّى بـ«محور المقاومة» والعقيدة التي تُعْرَفُ بـ«وحدة السّاحات» يبيّن أنّ ما يجري في كورمور وما يدور حول حزب الله يتحرّكان في الأغلب ضمن معادلةٍ استراتيجيّةٍ واحدةٍ، وعليه فإنّ أيّ حديثٍ عن «الهجوم الأخير في تشرين الأوّل\ نوفمبر 2025» يبقى في إطار القراءة والتّحليل على ضوء هذا النّمط، لا في إطار توثيق واقعةٍ بعينها.

عندما تتحطم التماثيل.. تسقط الأسطورة والفكرة

في خضمّ التحولات السياسية والاجتماعية والثقافية التي شهدها العالم العربي خلال العقود الأخيرة، برزت مشاهد إسقاط التماثيل وتمزيق الصور وإزالة الشعارات الرسمية كأيقونات بصرية بالغة الدلالة، لا تعبّر فقط عن غضب جماهيري آني أو انفجار انفعالات مكبوتة، بل تكشف عن تفكك منظومة رمزية وسياسية تمّ تشييدها عبر سنوات طويلة من تعبئة الوعي الجمعي وتوجيهه.

الفتى طلال سلمان يدخل جنة الصحافة من باب الكبار (6)

حين جاءه الساعي إبراهيم الحلبي ليبلغه أن «الأستاذ» يريده ارتبك الفتى وداخله خوف عظيم، والتفت إلى شريكه في الغرفة وجيه رضوان فابتسم وهو يشير له ان تماسك وارفع رأسك… لكنه كان غارقاً في تساؤلات القلق: هل أخطأ في تصرف؟ هل قصر في التصحيح؟ هل تكشف خطأ فادح في الصفحات، في العناوين أو في الأسماء أو في النصوص؟

أخطاء اليسار العربي وعيوبه.. لا تُلغي حاجة شعوبنا إليه (3)

أخطاء اليسار العربي وعيوبه.. لا تُلغي حاجة شعوبنا إليه (3)

كتبتْ لي إحدى الصديقات اللبنانيات تقول: اليسار العربي لم “يقع” فجأةً بالسكتة القلبية، بل تآكل ببطء حتى صار ظلًّا لفكرة أكثر منه مشروعًا حيويًا، وأضافت: نشأ اليسار كصوت للتحرّر والمساواة، لكنه انتهى إلى تكرار لغته، حتى فقد المعنى. مشكلته لم تكن بالقمع المزمن فقط، بل في عجزه عن تجديد أدواته ومخاطبة مجتمعات تغيّرت جذريًا من حوله. وهكذا تحوّل من حركة تحريضية إلى مشهد ثقافي هامشي، ومن صوت نقدي إلى حنين سياسي في زمن لم يعد موجودًا. …
“هآرتس”: ترامب يلجم نتنياهو لبنانياً.. ويُذخّر حكومة سلام سياسياً!

“هآرتس”: ترامب يلجم نتنياهو لبنانياً.. ويُذخّر حكومة سلام سياسياً!

يقول الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل في مقالة له في صحيفة “هآرتس”، أمس (الأربعاء) إن موافقة لبنان على تعيين الديبلوماسي اللبناني السابق سيمون كرم رئيساً للوفد اللبناني المفاوض في لجنة “الميكانيزم” والانخراط من خلالها بمفاوضات سياسية مع إسرائيل “جاءت بعد أن أصبح تهديد توسيع الحرب ملموساً وفورياً، وإلى جانبه ضغط ديبلوماسي كبير مارسته الولايات المتحدة على لبنان. وفي المقابل، مارست دول عربية، وعلى رأسها السعودية ومصر وقطر، ضغطاً على واشنطن لتهدئة إسرائيل”. وفي ما يلي النص الكامل للمقالة كما ترجمتها “مؤسسة الدراسات الفلسطينية”. …
السيادة بين سطوة النخب وعاصفة العولمة

السيادة بين سطوة النخب وعاصفة العولمة

 يشهد العالم اليوم أحد أعقد التحولات في تاريخه الحديث؛ تحوّلٌ تتقاطع فيه القوى القومية مع المؤسسات الدولية، والمصالح الوطنية مع المصالح العابرة للحدود، والسيادة التقليدية مع أنماط جديدة من الحوكمة العالمية. في قلب هذه التحولات، يتصاعد جدل واسع حول دور الأمم المتحدة ومنتدى دافوس في رسم ملامح هذا العالم الجديد، حيث يرى كثيرون أن الصراع لم يعد بين دول وشعوب فحسب، بل بين نموذجين للحكم؛ نموذج السيادة الوطنية، ونموذج الحوكمة الكوكبية الذي يضع الأجندات على نطاق عالمي ويدّعي القدرة على إدارة مصير البشرية بأكملها عبر أدوات اقتصادية وسياسية واجتماعية تتجاوز كل حدود. …
“سلامُ” واشنطن.. اسمٌ جديدٌ لمعنى قديم اسمه “الاستسلام”!

“سلامُ” واشنطن.. اسمٌ جديدٌ لمعنى قديم اسمه “الاستسلام”!

لم يكن قرار تسمية السفير اللبناني السابق سيمون كرم لرئاسة الوفد اللبناني المشارك في اجتماعات لجنة “الميكانيزم” وليد لحظة مفاجئة. إنّه تعبير عن مسار متدحرج منذ وقف النار قبل سنة، حيث كان الأميركيون يُذكّرون السلطة السياسية اللبنانية بوجوب الانتقال من التفاوض العسكري إلى التفاوض السياسي مع إسرائيل.. وصولا إلى تحقيق ما يسميه الأميركيون “فرص السلام” بين الجانبين! …