“البقعة العمياء”.. ارتجاج الذات حين يفيض المكشوف

تتقدّم الأمم عبر مسارات تتشابك فيها السلطة مع الذاكرة، والقوة مع الأخلاق، والهوية مع الرغبة في صياغة مستقبل له معنى ووزن. وفي هذا التشابك تولد لحظة تفيض فيها حقيقة كبرى كانت أمام العيون، ثم ترتفع فجأة كقنبلة ضوئية تكشف ما غاب عن الإدراك. هذه اللحظة تُسمّى «البقعة العمياء»، مساحة تتراكم داخل الذات حتى تفرض كشفًا يحرّك الأسئلة ويعيد توزيع الوعي على خارطة جديدة.

حدود من رمل.. “سايكس بيكو الثاني” في الشرق الأوسط!

قبل أكثر من قرن، وفي خضم الحرب العالمية الأولى وتهاوي النفوذ العثماني، وُقّعت واحدة من أكثر الاتفاقيات تأثيرًا في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، اتفاقية سايكس بيكو السرية عام 1916. لم تكن تلك الاتفاقية مجرد تفاهم خفي بين بريطانيا وفرنسا (وكانت روسيا القيصرية شريكتهما) لتقاسم تركة “الرجل المريض” ، بل كانت “لحظة تأسيسية لنمط من إعادة تشكيل الشرق الأوسط”.   

ماذا قال ترامب للمهدي بن بركة عندما صادفه في شارع بالرباط؟

في غمرة الهوس الرقمي الذي اجتاح مواقع التواصل في المغرب في الآونة الأخيرة، بصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “المُعدَّلة” بذكاء اصطناعي، حيث تم إلباسه الجلباب المغربي والطربوش.. تفتق فجأة “الذكاء الخارق” لمسؤولي سلطات العاصمة الرباط، عن فكرة عبقرية لا تقل سوريالية عن صور الذكاء الاصطناعي نفسه: إطلاق اسم الرئيس الأمريكي السابع والأربعون دونالد ترامب على واحد من أكبر شرايين حي الرياض الفاخر!

الجائزة العالميّة للرواية العربية تُنظم الورشة الثانية للتحرير الأدبي

انطلاقاً من أهمية التحرير الأدبي في عالم النشر العربي، عقدت الجائزة العالميّة للرواية العربيّة ورشتين للتحرير الأدبي، أشرفَ عليهما مدرّبان متخصّصان في آليات التحرير وأدواته، شهدتا مشاركة فاعلة وتجاوباً ملحوظاً.

شراكة دمشق مع واشنطن بمواجهة حزب الله.. إلى متى تصمد؟

في الأسابيع الأخيرة، بدا أنّ المبعوث الأميركيّ توم برّاك يرفع منسوب الضّغط على لبنان بخطابٍ مزدوجٍ يجمع بين التّشديد على «نزع سلاح حزب الله» والدّعوة إلى «إصلاحاتٍ اقتصاديّةٍ ومؤسّسيّةٍ عميقةٍ»، وبين التّحذير من أنّ «العالَم سيمضي قُدُماً إنْ لم يتحرّك لبنان سريعاً». تلك الّلهجة الحازمة في التعامل مع الملف اللبناني لم تكن مجرّد رسائل دبلوماسيّةٍ عابرةٍ، بل إعلاناً صريحاً بأنّ واشنطن «لن تبقى إلى ما لا نهاية» وأنّها «لا تطلب سوى مصافحةً متكافئةً» بين لبنان وإسرائيل تمهيداً لتسويةٍ شاملةٍ، في ترجمةٍ عمليّةٍ لطموحات رئيس الولايات المتّحدة دونالد ترامب.

الفتى طلال سلمان يدخل جنة الصحافة من باب الكبار (6)

حين جاءه الساعي إبراهيم الحلبي ليبلغه أن «الأستاذ» يريده ارتبك الفتى وداخله خوف عظيم، والتفت إلى شريكه في الغرفة وجيه رضوان فابتسم وهو يشير له ان تماسك وارفع رأسك… لكنه كان غارقاً في تساؤلات القلق: هل أخطأ في تصرف؟ هل قصر في التصحيح؟ هل تكشف خطأ فادح في الصفحات، في العناوين أو في الأسماء أو في النصوص؟

تقاليد وعادات مصرية.. زيارة الذين غابوا

تقاليد وعادات مصرية.. زيارة الذين غابوا

إن نسيتُ من الماضي أحداثاً ومناسبات للحزن أو الفرح، أو لهما معا، فلن أنسى زياراتنا الممتدة إلى مقابر العائلة في منطقة مدافن باب الفتوح. أعرف أنه في جهة ما من جهات الحكومة من يحاول طمس ما حملت ذاكرتي وذاكرة آخرين؛ أحداثا عشناها وأماكن عشقناها وأناساً عاشرناهم. تمنيت لو توقفت المعاول، حتى لو حسنت نواياها، عن هدم معالم حزن ناعم مارسناه بفرح أيضاً ناعم. تمنيت لو تركوا لأطفال هذه الأيام فسحة في زمنهم تعيش معهم ضمن ذكريات عن متع نادرة. …
بين مطرقة الاحتلال وسندان الإرهاب.. أيُّ حياد للبنان؟

بين مطرقة الاحتلال وسندان الإرهاب.. أيُّ حياد للبنان؟

في ظلّ التحولات الإقليمية المتسارعة، ووسط تصاعد الأخطار التي تُهدّد الكيان اللبناني من الجنوب والشرق، عاد إلى الواجهة مجددًا النقاش حول موقع لبنان ودوره في الصراعات الإقليمية، سواء بأن يكون جزءاً من خطة الشرق الأوسط الجديد أو في موقع معارضتها والسعي لإسقاطها أو أن يكون ضد الإثنين معاً. …
القاعدة الأميركية في غزة أو بديل خطة ترامب!

القاعدة الأميركية في غزة أو بديل خطة ترامب!

تزايدت على نحو لافت للانتباه تسريبات أمريكية عبر مواقع وصحف نافذة، تمثل تطورا استراتيجيا بالغ الخطورة فى الشرق الأوسط. ووفق تسريبات متواترة فإن الإدارة الأمريكية تتجه إلى إنشاء قاعدة عسكرية تتسع لآلاف الجنود فى “غلاف غزة”. …
الحركة العربية لحقوق الإنسان.. ما لها وما عليها

الحركة العربية لحقوق الإنسان.. ما لها وما عليها

نشأت نواتات الحركة العربية لحقوق الإنسان في ستينيات القرن المنصرم، وتبلورت فعليًا في ثمانينياته، خصوصًا حين بادرت مجموعات حقوقية قومية ويسارية سابقة، برفع راية حقوق الإنسان في الوطن العربي، بعد أن أخفقت مشاريعها “الثورية”، وذلك تماشيًا مع الموجة الحقوقية العالمية، وكانت بعض الدعوات قد اتّخذت طابعًا أكاديميًا حين اقترحت تدريس مادة مستقلّة باسم حقوق الإنسان في الجامعات العربية، بهدف رفع الوعي الحقوقي والقانوني. …