أنطوان سلامه عن كتابه “الموارنة والشيعة في لبنان”: طائفتان قادرتان على الوقوف

11/12/2025 منى سكريةمنى سكرية
“الموارنة والشيعة في لبنان.. التلاقي والتصادم”. عنوان كتاب المؤلف أنطوان سلامه الصادر عن “دار هاشيت – نوفل” في بيروت. صبّ الكاتب على صفحاته الـ 464 تاريخاً من مصائر طائفتين تحت سقف جغرافي تفيّأوا تحته وتميزوا بدينامية إيجابية ولّادة. تاريخٌ من صفحات لم تزل قيد الكتابة والتأسيس وترسيم الهويات. عن الكتاب هذا الحوار مع مؤلفه الأستاذ أنطوان سلامه:

سوريا الجديدة.. الشّمال الشّرقيّ بين الأكراد والعشائر والدّولة الجديدة (3)

يُمثّل الشّمال الشّرقي السّوري، الممتدّ من ريف حلب الشّرقي مروراً بالرّقة ودير الزّور وصولاً إلى الحسكة، واحدةً من أكثر المناطق تعقيداً في المشهد السّوري. يتقاطع في هذه الجغرافيا حضورٌ كرديٌّ بارز ٌمع ثقلٍ عشائريٍّ عربيّ، إلى جانب مكوّناتٍ أخرى سريانيّةٍ وآشوريّةٍ وغيرهم، ضمن مساحةٍ غنيّةٍ بالموارد النّفطيّة والزّراعيّة. ومع بروز دولةٍ سوريّةٍ جديدةٍ بمؤسّساتّ انتقاليّةٍ في دمشق، تتشكّل علاقةٌ إشكاليّةٌ بين هذه المنطقة والسّلطة المركزيّة، تتداخل فيها الأبعاد السّياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة.

السلفيون الحركيون في لبنان.. حماية مصالح الجماعة وتجنب النظام (3)

يُستمدّ مصطلح السّلفية من لفظ «السَّلَف الصالح»، أي الجيل الأوّل من المسلمين (الصحابة والتابعين وتابعيهم)، الذين يُنظر إليهم بوصفهم النموذج الأسمى للفهم الصحيح للدين. في الأدبيات السلفية، يُقصَد بالسلفية «الرجوع إلى الكتاب والسنّة بفهم السلف الصالح»، أي تجريد المعتقد والعبادة والسلوك من كل ما يُعدّ «بدعة» أو «انحرافًا» طرأ عبر العصور. في الجزء السابق حددنا ثلاث مدارس سلفية: السلفية الجهادية، السلفية الدعوية، والسلفية الحركية. في هذا الجزء نتحدث عن الأخيرة.  

الجيش.. حارس الحدود والهوية والمجتمع

حين تتقدّم الجيوش في المجتمعات المعاصرة، تتقدّم معها فكرة الانتماء بوصفها وعدًا كبيرًا، يُقدّم للجندي معنى، وغطاءً هوياتيًا، ومساحة رمزية يعيش فيها الفرد حالة اكتمال. يزدهر هذا الوعد كلما كانت الأرض الاجتماعية شديدة الخشونة، وكلما أحاطت بالفرد ضغوط اقتصادية خانقة. هكذا تتقدم المؤسّسة العسكرية كجسر يحمل الأفراد من ضفة الشقاء اليومي إلى ضفة الاعتبار الاجتماعي، فيتحول الوعد إلى انتماء، ويتحول الانتماء إلى عقيدة.

السّلفيون في لبنان: دعويون، جهاديون وحركيون (2)

يُستمدّ مصطلح السّلفية من لفظ «السَّلَف الصالح»، أي الجيل الأوّل من المسلمين (الصحابة والتابعين وتابعيهم)، الذين يُنظر إليهم بوصفهم النموذج الأسمى للفهم الصحيح للدين.. وفي الأدبيات السلفية، يُقصَد بالسلفية «الرجوع إلى الكتاب والسنّة بفهم السلف الصالح»، أي تجريد المعتقد والعبادة والسلوك من كل ما يُعدّ «بدعة» أو «انحرافًا» طرأ عبر العصور.

بين الصهيونية والإسلام السياسي.. هل ضاعت العلمنة؟

بين الصهيونية والإسلام السياسي.. هل ضاعت العلمنة؟

شهد العالم في السنوات الأخيرة تصاعدًا في الاستقطاب بين تيارين متقابلين: الصهيونية والإسلام السياسي. ومع بروز هذين التيارين على الساحة الدولية والإقليمية، تبدو العلمانية – التي مثّلت يومًا ركيزة سياسية وفكرية في دول كثيرة – وكأنها في حالة تراجع ملحوظ. …
“فورين أفيرز”: تكاليف باهظة للعلاقة الإستثنائية بين تل أبيب وواشنطن!

“فورين أفيرز”: تكاليف باهظة للعلاقة الإستثنائية بين تل أبيب وواشنطن!

كشفت حرب غزة 2023 عن العلاقة الوثيقة والاستثنائية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وعن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل ماليًا وعسكريًا، وما نتج عنه من تكاليف باهظة أضرّت بمصالح واشنطن. فقد سمحت هذه العلاقة لإسرائيل بتجاوز القوانين الدولية وارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين. وبناءً على ذلك، يؤكّد الكاتب أندرو بي. ميلر، في مقاله المنشور في مجلة «فورين أفيرز»، على الضرورة الأخلاقية والاستراتيجية لإعادة تعديل هذه العلاقة نحو نموذج أكثر طبيعية ومساءلة، بما يحمي مصالح الطرفين. …
محطات لا تُنتسى: النذورات وقبلة الهلال وترام الحريم والخرزات..

محطات لا تُنتسى: النذورات وقبلة الهلال وترام الحريم والخرزات..

تزحزحت عن معظم مواقعها الطبقة الوسطى المصرية خلال هذا القرن الذي مضى. لم تنتقل ولم تتحول ولكن تحركت قليلاً، تزحزحت. ما عهدناه عن إنسان الطبقة الوسطى، وبخاصة هذا الإنسان الذي وافق فاشترك عن قرب أو انضم واندمج في مشروع نهضة، عهدناه لا يذهب إلى الجديد إلا وقد ترك خلفه شيئاً أو أشياء. يقال عنه، تهذباً واحتراماً، إنه أخذ معه كل ما خف حمله وثقلت قيمته. أنا شخصياً، وقد عشت في هذه الطبقة في أكثر من حي، أؤكد عن خبرة مبررة أن أحداً من بين من عرفت انتقل من الحي الذي عشنا فيه إلا وكان حزيناً على فقد ما ترك وما تخلف وراءه من أفراد وأشياء. …
الأنا المتضخمة.. مرض الفرد والمجتمع

الأنا المتضخمة.. مرض الفرد والمجتمع

في خضم حديثٍ عابرٍ عقب مظاهرة داعمة لـ «لبنان جديد»، طرحت عليَّ سيدةٌ سؤالاً عميقًا: “ماذا يمكنني أن أعمل لخدمة لبنان من فرنسا”؟ ارتديتُ حينها ثوب الخبير وسألتها عن مجال عملها. وحين علمت بأنها مختصة في المعالجة النفسية، أومأت إعجابًا، ثم بادرتها باقتراح: «ماذا لو اتفقت مجموعة من المختصين أمثالك على إجراء دراسة معمقة لظاهرة «الأنا المتضخمة» في مجتمعنا اللبناني”؟ لعلّنا نجد في نتائجها بوصلة لعلاج هذا الداء الاجتماعي المتفشي؟ …