يقف لبنان على تقاطع وتعارض مصالح إقليمية تُعقّد المسارات التي يريد أن يسلكها في إطار تشكل الشرق الأوسط الجديد، في ضوء الفراغ الذي تركه انكفاء النفوذ الإيراني في المنطقة.
يقف لبنان على تقاطع وتعارض مصالح إقليمية تُعقّد المسارات التي يريد أن يسلكها في إطار تشكل الشرق الأوسط الجديد، في ضوء الفراغ الذي تركه انكفاء النفوذ الإيراني في المنطقة.
من تل أبيب إلى واشنطن مرورًا بطهران، تشي لعبة الأواني المستطرقة أن المتشددين يتحدثون بلغة واحدة تفضي إلى نتيجة واحدة: إقفال المسار التفاوضي للملف النووي وجعل الخيار العسكري مجددًا هو الخيار الأرجح.
في السنوات الأخيرة، شهدت منطقة الشرق الأوسط وفضاء البحر المتوسط تحولات جيوسياسية، اتخذت طابعًا متدرجًا لكنه عميق الأثر، وبينها توثيق التعاون بين إسرائيل وكل من قبرص واليونان، وصولًا إلى اعتراف تل أبيب بدولة “أرض الصومال”، وهي منطقة منفصلة عن الصومال ولا تحظى باعتراف دولي. هذه الخطوات، التي جرى تسويقها غالبًا ضمن أطر تعاون إقليمي أو اقتصادي، أثارت أسئلة جوهرية حول خلفياتها الاستراتيجية، وما إذا كانت تشكل محاولة لمحاصرة قوى إقليمية أساسية مثل مصر والسعودية وتركيا.
ليستْ مسألةُ مُنتحِلِ الصِفةِ “السُعوديَّة” استثنائيَّةً في لبنان. مَنْ يَرَها على هذا النحْوِ يقعْ في فخَّ السذاجةِ. الاستثناءُ لا يتحقَّقُ واقعياً إلَّا عندَ خروجٍ أمرٍ ما على المألوف. هذه قاعدةٌ في كلِّ العلومِ لا في علمِ السياسةِ والقانونِ فحسْبُ. لا نُعْـنى هنا بالأسماءِ. سنبقى نثِقُ بالقضاءِ برغمَ كلِّ الانهيارِ. الإجاباتُ ما زالت منتظَرَة منه.